ضحايا “مواجهة” الحدود البولندية-البيلاروسية.. السوري أحمد دفُن على الحدود وجثامين عراقيين تصل أربيل
فصول مأساوية جديدة تتكشف يوميا لدى المهاجرين العالقين على الحدود البولندية – البيلاروسية. أحمد الحسن، شاب سوري يبلغ من العمر 19 عاما، قضى أثناء محاولته عبور تلك الحدود المميتة. أحمد ليس الوحيد ضمن صفوف ضحايا تلك المنطقة الموحشة، وللأسف قد لا يكون الأخير، في ظل عدم إيجاد حلول لنحو أربعة آلاف مهاجر يقبعون في تلك المنطقة في ظل ظروف معيشية سيئة للغاية.
تتتابع فصول مآسي المهاجرين العالقين على الحدود البولندية – البيلاروسية، لتلاحقهم وذويهم في بلدانهم الأم، وتثبت مرة أخرى أن وحدهم الضعفاء هم من يدفعون الثمن في النهاية.
شاهد وصول جثامين عراقيين ..كانوا قد توفيا في بيلاروسيا
أحمد الحسن، شاب سوري يبلغ من العمر 19 عاما، قضى نحبه أثناء محاولته عبور نهر حدودي بين البلدين الجارين.
دُفنت جثة أحمد أمس الإثنين 15 تشرين الثاني\نوفمبر في مقبرة مخصصة للجالية المسلمة على الضفة البولندية من النهر، بحضور حفنة من الأشخاص، بعد أن تمت الصلاة عليها في مسجد صغير في قرية بوهونيكي(شمال شرق بولندا).
عائلة أحمد في حمص تمكنت من المشاركة بمراسم الجنازة عن بعد، من خلال هاتف طبيب سوري يعيش في المنطقة منذ سنوات طويلة. أحد أفراد عائلته قال لفرانس برس إن الشاب كان “يأمل في مواصلة الدراسة التي كان قد بدأها في مركز للاجئين في الأردن”.
ماسيج شتشيسوفيتش، زعيم الجالية المسلمة في المنطقة، أكد أنه كان من الضروري “دفن الشاب بطريقة لائقة”. وأضاف أن أحمد، وهو واحد من 11 مهاجرا لقوا حتفهم في تلك المنطقة الحدودية منذ بداية الأزمة، قضى أثناء محاولته عبور نهر “البغ” الممتد على طول الحدود البولندية – البيلاروسية.
وصول جثماني مهاجرين إلى أربيل
وفي سياق مرتبط بتلك الفاجعة الإنسانية وعلى بعد آلاف الكيلومترات، وصلت في ساعة مبكرة من صباح أمس الإثنين جثة جيلان دلير إسماعيل (25 عاما) إلى مطار مدينة أربيل شمال العراق، مسقط رأسه، حيث سيوارى الثرى.
الشاب قضى في غابة مظلمة ورطبة بالقرب من الحدود بين بيلاروسيا وبولندا. ملابسات وفاة الشاب، التي حصلت قبل حشد بولندا لقواتها على الحدود، مازالت غير واضحة.
جيلان كان يحاول الوصول إلى ألمانيا على أمل بدء حياة جديدة وتلقي العلاج من أمراض مزمنة كان يعاني منها. انتهز الفرصة عندما سمع أن عراقيين آخرين يشقون طريقهم إلى أوروبا عبر تأشيرة سياحية “من السهل الحصول عليها” إلى بيلاروسيا.
ونُقل نعش جيلان إلى جانب جثمان عراقي آخر I, خالد، على متن نفس الرحلة. أسرة خالد تقول إنه توفي في 31 تشرين الأول\أكتوبر جراء إصابته بنزيف في الدماغ على الحدود.
بلال خالد، شقيق كوردو، قال خلال تسلم جثمان شقيقه في المطار “إنها حقا مأساة حزينة… أحث الشباب هنا على عدم الهجرة من كردستان”.