تقارير المركز السويدي للمعلومات SCI

سوريين بين صراع البقاء في رفاه السويد والعودة لسوريا المحررة.. أو الذهاب لبلد مثل “مصر”

بعدالحصول على الجنسية السويدية،وبعد سقوط نظام الأسد في دمشق ، يعاني العديد من السوريين المقيمين في دول الرفاهية مثل السويد وألمانيا من صراع نفسي عميق، ناتج عن التوازن الصعب بين حياة مستقرة ماديًا وأمنيًا، وبين الحنين للوطن الأم، سوريا، وذكرياته. يعيش هؤلاء في دول توفر لهم الأمان والخدمات الاجتماعية والتعليمية المتقدمة، إلا أن هذه الرفاهية غالبًا ما تصاحب شعورًا بالاغتراب والعزلة الاجتماعية.




تواجه الأسر السورية صعوبة في اتخاذ قرار البقاء فيالسويد أو العودة إلى سوريا بعد انتهاء نظام الأسد الذي هربوا منه، وتحول البلاد إلى وطن جديد بعد التحرير. القلق كبير لدى السوريين في السويد أو ألمانيا، خصوصًا إذا كان أبناؤهم قد بلغوا مرحلة التعليم، إذ تصبح اللغة العربية والتعليم والاندماج الاجتماعي تحديًا كبيرًا في حالة العودة لسوريا وغياب الدعم. وعلى الرغم من توفر حياة مادية جيدة في السويد، فإن الأجواء المجتمعية الهادئة وربما الكئيبة والعزلة قد تولد شعورًا بالوحدة والابتعاد عن الروابط الأسرية والثقافية.




عبرت إحدى السوريات عن هذا الصراع قائلة: “صراع كبير نعيشه.. هل نبقى هنا أم نعود إلى الشام؟ لم نعد نعرف كيف نعيش… قد نتحمل كل الصعوبات في سوريا، إلا أن اللغة والتعليم ومراحل الدراسة تشكل مخاوف كبيرة، والأطفال ليسوا صغارًا بعد”.




تظهر منشورات وسائل التواصل الاجتماعي تنوعًا في التجارب والآراء؛ فقد وجدت بعض الأسر التي عادت إلى سوريا أن الأطفال استعادوا حياتهم الاجتماعية والنفسية، بينما شعر آخرون بأن العودة صعبة بسبب الوضع المعيشي أو الأمني، أو لعدم توفر استقرار في العمل والسكن. وفي المقابل، اختار الكثير من السوريين البقاء في مصر، معتبرين أن العيش في بلد عربي كبير مثل مصر يشعرهم بالوطن .. و يسهل الحفاظ على الروابط الثقافية والدينية، ويضمن تعليم الأطفال بلغتهم الأم في مدارسة أجنبية بمصر، مع إمكانية زيارة سوريا والاحتفاظ بالروابط الاجتماعية، دون الانقطاع عن الحياة المستقرة التي توفرها دول الرفاهية.




تقول شذى لــ sci من دمشق: “الحمد لله رجعت واستقريت، ولادي فرحون وكأننا نفتح لهم القفص للعب، نفسياتهم تغيرت… أهم شيء منزل مؤمن وراتب محترم، والباقي لا يثير القلق”.

في المقابل، عبر أحمد من إدلب عن رأي مختلف: “منذ التحرير ونحن جميعًا ضائعون، عندما وصلنا السويد درسنا، ثم بدأنا العمل وفقدنا الكثير من حياتنا… أكثر من أربع عائلات من أصدقائي رجعت إلى سوريا ومستقرين، لكن بعضهم يفكر بالعودة. أعتقد أن المشكلة ليست في وضع سوريا، ولكن في ظروف من يملك المال… وأتمنى يومًا أن أرجع وأتخلص من العزلة في السويد ومراسلات مكتب العمل”.




إن الصراع لا يقتصر على الجانب النفسي فحسب، بل يشمل أيضًا الجانب العملي والتربوي: تعليم الأطفال، متابعة الدراسة باللغة العربية، توفير مسكن مناسب، وضمان مستوى دخل يتيح حياة كريمة.

غزال نشوياتي من دمشق تقول: “صراع كبير نعيشه… هل نبقى هنا أم نعود إلى الشام؟”، بينما يعلق خلدون من أدلب : “استخيروا الله في كل شيء وقرروا “. وتواصل رانا الخطيب: “الحمد لله رجعت واستقريت، ولادي فرحون… أهم شيء منزل مؤمن وراتب محترم. ذهبنا زيارة بعد عشر سنوات غياب، وقررنا البقاء، فابني فرح كثيرًا وسط الأقارب والمجتمع”.




يتضح من هذه التجارب أن قضية الاغتراب السوري في دول الرفاهية تمثل مزيجًا من الضغوط النفسية، الحنين للوطن، التحديات التعليمية للأطفال، وصعوبات الاندماج الثقافي والاجتماعي. كما أن فكرة البقاء في بلد عربي مثل مصر تقدم حلًا وسطًا، يحافظ على الروابط مع سوريا، ويقلل الضغوط النفسية الناتجة عن العيش في مجتمع بعيد ثقافيًا ولغويًا، ما يجعل اتخاذ قرار البقاء في دولة مستقرة ماديًا أو العودة للوطن الأم قضية معقدة للغاية.




زر الذهاب إلى الأعلى