تقارير

سوريون السويد بعد سقوط نظام الأسد. من سيعود لسوريا ومن قرر البقاء في السويد للأبد

سقوط النظام السوري وهروب بشار الأسد يشكل لحظة مفصلية ليس فقط لسوريا كبلد، ولكن أيضًا للسوريين الموزعين في دول اللجوء، وخاصة في السويد. هؤلاء الذين فروا من الحرب والقمع يواجهون الآن أسئلة صعبة حول مستقبلهم: هل يعودون إلى وطنهم مع زوال السبب الرئيسي لهروبهم، أم أن حياتهم التي تأصلت في السويد أصبحت أقوى من أي رغبة في العودة؟



سقوط النظام: نقطة تحول للسوريين في السويد

بعد سقوط النظام السوري، يعود السؤال إلى أذهان السوريين المقيمين في السويد:

هل انتهى مبرر وجودهم في السويد كلاجئين هاربين من النظام؟
بالنسبة للكثيرين، كان سبب اللجوء إلى السويد مرتبطًا بالخوف من القمع والاعتقال أو الهروب من الصراع. ومع زوال النظام، ينفتح نقاش حول إمكانية العودة إلى وطنهم، خاصة مع انتهاء الحاجة للحماية الدولية.




لماذا قد يفكر السوريون في السويد بالعودة؟

1. نهاية أسباب الهروب:

السوريون الذين تركوا بلادهم بسبب الملاحقات الأمنية أو الاستبداد قد يرون في سقوط النظام فرصة للعودة إلى ديارهم واستعادة حياتهم القديمة. ولكن هناك أسباب أخرى ..منها تصاعد الأحزاب اليمينية في السويد والسياسات التي تعتبرها بعض الجاليات المهاجرة معادية قد تجعل بعض السوريين يشعرون بعدم الأمان الثقافي والاجتماعي.  القوانين الاجتماعية والتربوية الصارمة في السويد تدفع بعض العائلات السورية للقلق بشأن هويتهم وثقافتهم، مما يعزز الرغبة في العودة إلى مجتمع أكثر توافقًا مع قيمهم. وأخيراً العزلة النفسية والاجتماعية: فعلى الرغم من الاستقرار المادي الذي توفره السويد، يشعر كثير من اللاجئين السوريين بالعزلة والكآبة والغربة نتيجة اختلاف الثقافة والابتعاد عن العائلة والمجتمع النشط.



لماذا قد يختار السوريون البقاء في السويد؟

1. حياة جديدة لا يمكن التخلي عنها:

بالنسبة للكثيرين، أصبحت السويد وطنًا ثانيًا. الأعمال المستقرة، التعليم الجيد للأطفال، والخدمات الصحية والاجتماعية المتقدمة تجعل قرار العودة إلى سوريا معقدًا جدًا.

2. سوريا غير جاهزة لاستقبال العائدين:

فرغم سقوط النظام، ما زالت سوريا تعاني من انهيار اقتصادي، بطالة، وغياب فرص العمل. كما أن البنية التحتية مدمرة في سوريا ، والعودة تعني مواجهة تحديات يومية مثل ضعف الخدمات الصحية، تدهور التعليم، ونقص الموارد الأساسية والبطالة وضعف الدخل.




 جيل جديد نشأ في السويد:

الأطفال الذين ولدوا أو تربوا في السويد باتوا جزءًا من المجتمع السويدي. تغيير حياتهم وإجبارهم على العودة إلى سوريا قد يخلق صدمة ثقافية لهم ويجعلهم يشعرون بالغربة داخل وطنهم الأم. فهل العودة خيار منطقي الآن للسوريين؟  يقول  لونس ديمارك الإخصائي الاجتماعي في بلدية ستوكهولم ، أن العودة قد تكون فرصة لإعادة بناء سوريا، والمساهمة في نهضتها الاقتصادية، ولكن هذا يتطلب استعدادًا كبيرًا لمواجهة التحديات. للعائلات البسيطة: فالعودة تعني البدء من الصفر في بلد يفتقر إلى البنية التحتية والموارد الأساسية، وهو قرار صعب لمن اعتاد حياة الاستقرار في السويد. وأضاف في لقاء مع التلفزيون السويدي ، أن السوريون يقفون أمام مفترق طرق بين العودة إلى وطنهم الذي تحرر ولكن ما زال يعاني، أو البقاء في السويد التي منحتهم الأمان والفرص ولكنها أبعدتهم عن هويتهم. القرار يختلف من شخص لآخر، ويتوقف على توازن بين الحنين للوطن والرغبة في حياة مستقرة.



 في المركز السويدي تحدثنا إلى مجموعة من السوريين في السويد حول العود لسوريا والبقاء في السويد بعد انهيار نظام الأسد فكانت الإجابات

. سامر، رجل أعمال في الأربعينات، لديه مدخرات كبيرة

سامر جاء إلى السويد منذ 7 سنوات بعدما خسر تجارته بسبب الحرب. مع سقوط النظام، يفكر في العودة للاستثمار والمشاركة في إعادة بناء الاقتصاد السوري.

  • رأيه:
    “لدي مدخرات وخبرة طويلة في السوق السوري، وأرى أن العودة الآن قد تكون فرصة ذهبية لبناء مستقبل جديد. السويد كانت ملاذًا آمنًا، لكنها ليست مكاني الدائم.”

. هند، ربة منزل وأم لثلاثة أطفال

هند تشعر بالاستقرار في السويد بفضل جودة التعليم والخدمات الصحية. رغم حبها لسوريا، تعتقد أن العودة ستؤثر سلبًا على مستقبل أطفالها.

  • رأيها:
    “لا يمكنني التضحية بتعليم وصحة أطفالي. في السويد، لديهم مستقبل واضح، لكن في سوريا، المخاطر كثيرة، حتى بعد سقوط النظام.”




. خالد، شاب أعزب في الثلاثينات، يعمل في شركة تكنولوجيا

خالد استقر في السويد وبدأ يحقق نجاحًا مهنيًا. العودة إلى سوريا ليست ضمن خططه في الوقت الحالي.

  • رأيه:
    “سوريا بحاجة إلى إعادة بناء، لكنني لا أستطيع المجازفة بترك عملي ومستقبلي هنا. ربما أساعد عن بُعد أو أعود إذا تحسنت الظروف أكثر.”

. ليلى، شابة في العشرينات، تدرس في الجامعة

ليلى ترى أن السويد فتحت لها آفاقًا تعليمية، لكنها تفكر في العودة لاحقًا لتطبيق ما تعلمته في إعادة بناء وطنها.

  • رأيها:
    “التعليم هو استثماري الأكبر. إذا توفر بيئة آمنة وعمل مستقر في سوريا، سأعود لأكون جزءًا من التغيير.”




 أحمد، رجل في الخمسينات، بلا مدخرات ويعمل في وظيفة بسيطة

أحمد يشعر بالضغط المادي في السويد بسبب صعوبة الادخار وارتفاع تكاليف المعيشة. يرحب بفكرة العودة إذا توفرت فرص عمل في سوريا.

  • رأيه:
    “الحياة هنا صعبة ومكلفة. في سوريا، قد أجد فرصة لعيش حياة أبسط، خاصة إذا تحسن الوضع الاقتصادي.”

 أميرة، أم لطفل صغير وتعيش في عزلة اجتماعية

أميرة تعاني من الشعور بالغربة والوحدة في السويد. تحلم بالعودة إلى سوريا لتكون قريبة من عائلتها ومجتمعها.

  • رأيها:
    “لا أستطيع تحمل هذه الوحدة. في سوريا، لدي أهلي وأحبائي. العودة تعني لي الراحة النفسية، رغم كل التحديات.”




 يوسف، شاب في أوائل الثلاثينات، لا يملك مدخرات ويعاني من صعوبة في التكيف

يوسف يشعر بالإحباط من صعوبة الاندماج في السويد ويرى أن العودة إلى سوريا قد تكون فرصة للبدء من جديد.

  • رأيه:
    “لم أجد مكانًا لي هنا. العودة إلى سوريا فرصة لبناء حياة جديدة، لكنني أخشى من الوضع الاقتصادي.”

 سعاد، امرأة في الأربعينات، تمتلك مشروعًا صغيرًا في السويد

سعاد نجحت في إدارة مشروع صغير يوفر لها دخلاً مستقرًا. العودة ليست خيارًا لها بسبب استقرار عملها.

  • رأيها:
    “لقد أسست عملي هنا من الصفر. لا أستطيع المجازفة بكل شيء والعودة إلى بلد غير مستقر اقتصاديًا.”




تحليل الآراء

  • فئة المدخرات والفرص:
    الأشخاص مثل سامر وأميرة يميلون إلى العودة بسبب توفر مدخراتهم أو شعورهم بالاغتراب.
  • فئة الأطفال والتعليم:
    الأسر مثل هند وسعاد تفضل البقاء بسبب ارتباط مستقبل أطفالهم ببيئة السويد المستقرة.
  • الشباب والطموح:
    ليلى وخالد يرون في السويد منصة لبناء طموحاتهم، مع احتمالية العودة لاحقًا إذا تحسنت الظروف في سوريا.
  • الفئات الضعيفة اقتصاديًا:
    أحمد ويوسف ينظران إلى العودة كخيار لإنهاء معاناتهم المادية، لكنهم قلقون من الوضع الاقتصادي في سوريا.




وماذا عن سوريين فلسطين المقيمين في السويد ؟

محمد، فلسطيني سوري في الأربعينات، لديه مدخرات ويرغب بالعودة

محمد كان يعيش في مخيم اليرموك قبل الحرب، حيث كان يدير متجرًا صغيرًا واستطاع تحقيق استقرار نسبي. مع تدمير المخيم، لجأ إلى السويد واستقر هناك، لكنه لم يشعر يومًا بالانتماء الكامل، رغم توفر الأمان والاستقرار.

  • رأيه ودوافعه للعودة:
    “رغم الراحة في السويد، إلا أنني أفتقد جذوري في سوريا. سقوط النظام يمنحني أملًا في استعادة حياتي السابقة، خاصة أنني أملك مدخرات يمكن أن تساعدني على إعادة بناء حياتي هناك. السويد بلد جميل، لكنني أشعر أنني غريب، وأريد أن أعيش وأموت في أرض قريبة من وطني الأم، فلسطين.”
  • السبب:
    شعور قوي بالانتماء للمجتمع الفلسطيني في سوريا، والاعتقاد بأن العودة قد تتيح فرصة لإعادة بناء المخيمات أو المجتمعات التي كانوا يعيشون فيها.




  ليلى، فلسطينية سورية في الثلاثينات، أم لطفلين وتعيش حياة مستقرة في السويد

ليلى لجأت إلى السويد مع عائلتها بعد الحرب التي دمرت منزلها في مخيم اليرموك. رغم معاناتها من صدمة فقدان بيتها، نجحت في بناء حياة جديدة في السويد، حيث يعمل زوجها في شركة ويذهب أطفالها إلى مدرسة محلية.

  • رأيها ودوافعها للبقاء:
    “لا أستطيع المخاطرة بمستقبل أطفالي. في السويد، لدينا أمان وتعليم جيد، بينما في سوريا لا أرى أي ضمانات لحياة كريمة، حتى بعد سقوط النظام. نحن كفلسطينيين، لا نملك شيئًا هناك الآن، وأي محاولة للعودة ستكون مغامرة قد نخسر فيها كل ما بنيناه هنا.”




مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى