أخبار السويدثقافة وتاريخ

“لوسيا” احتفال سويدي مميز.. من هي “لوسيا” وهل هي مؤمنة؟ ولماذا يحتفل بها السويديين؟

لوسيا، بوصفها مسيحية من الجيل الأول، عاشت في القرن الثاني من ولادة المسيح .. وكانت معظم أوروبا وثنية، وبالتالي عاشت في وقت مرحلة مبكر  سبق  الانقسامات العقائدية الكبرى داخل الكنائس المسيحية. ولهذا يُرجَّح أنها لم تتأثر بالتصورات اللاهوتية اللاحقة والمتباينة حول طبيعة يسوع، بل انتمت إلى الإيمان المسيحي الأول المرتبط مباشرة بالمسيح نفسه، قبل تشكّل المدارس والاختلافات العقائدية.




من هذا المنظور، يمكن النظر إليها – وفق الرؤية الإسلامية – على أنها أيضاً من المؤمنين الأوائل الذين آمنوا بعيسى عليه السلام قبل ما يراه المسلمون تحريفًا لاحقًا في العقيدة، وهو ما يجعلها شخصية مقبولة إيمانيًا لدى المسلمين الذين يميّزون بين المسيحية الأولى وما تلاها من تطورات عقدية.

وفي الوقت نفسه، تُعدّ لوسيا قديسة معترفًا بها لدى غالبية الكنائس المسيحية، لكونها من أوائل المؤمنين الذين عاشوا قبل الانقسامات المسيحية نفسها.




والنتيجة أن لوسيا تُجسّد نموذج امرأة مؤمنة تحظى بمكانة روحية خاصة لدى أتباع الديانتين، كلٌّ من منظوره العقدي، وهو ما يمنحها رمزية فريدة تتجاوز حدود الانتماء الديني الواحد.

أن أول مرة ذكر فيها يوم “”لوسيا”” في السويد كان في عام 1764 وتحديداً في بلدية خوفدة ،ثم انتقل الاحتفال بيوم “لوسيا”  إلى  ستوكهولم و مقاطعة سكونه عام 1893.، ، ولكن لماذا الاهتمام بالاحتفال بها في السويد .؟




لا علاقة تربط بين “لوسيا” والسويد …. فــ “لوسيا” (أو لوسي، ويعني اسمها نور أو منيرة) وُلدت في جزيرة صقلية (في جنوب إيطاليا) حالياً  ،  وكانت ولادتها في نهاية القرن الثالث الميلادي أي بعد ولادة المسيح بـ200 عاماً ، وكان والداها من أغنياء المدينة الأتقياء، وكانت “لوسيا” تنفق الأموال على الفقراء والأطفال الأيتام ، ولكن في هذا العصر كان الوثنيون منتشرون في أوروبا ، وكانت “لوسيا”  فاتنة الجمال، تحت مراقبة من احد الأمراء الوثنيون ومعجبًا بها وبجمالها وعاشقا لعيونها ، مراودًا إياها لفعل الخطيئة فرفضت . فحاول الزواج منها فرفضت كونه وثني وهي مسيحية.

احتفال “لوسيا”




  ووفقا للمعتقدات المسيحية تم مطاردة “لوسيا” وتعذيبها وحاول الأمير إخضاعها لتوافق على فعل الخطيئة معها والخضوع له … فــ استمرت بالرفض ورفعت يديها إلى السماء مستغيثة .. ثم اقتلعت عينيها وألقتهما في وجه الأمير الذي يراودها لفعل الخطيئة وأصبحت عمياء!

فحدث في قصتها معجزات كثيرة ( وفقا للمعتقدات المسيحية ) وفي 13 ديسمبر توفيت سانتا لويسا بقطع راسها ، واتخذ الناس من موتها ذكرى للاحتفال بها!

“لوسيا” للأطفال






ويحتفل بها الشعب السويدي يوم 13 ديسمبر من كل عام حيث تبدأ منذ الصباح بمسيرات تطوف الشوارع في كل المدن و القرى السويدية ، يشارك فيها الأطفال بالألبسة البيضاء و بقبعات أشبه بالتيجان يحملن الشموع و ينشدون الأناشيد المعبرة عن الخير و المحبة والعفة والطهارة.

سانت “لوسيا” كما في المعتقدات الدينية المسيحية

 

كما يتم في هذا اليوم زيارات للمرضى في المستشفيات و لكبار السن في دور المسنين ، ومن العادات في هذا اليوم أن يقدم المشروب التقليدي لهذه الذكرى وهو مشروب ساخن يحتوى على أعشاب من القرنفل مع اللوز و المشمش ، و يأكلون معه بسكويت الجنزبيل




في وقت لا يزال أحياء تقليد “لوسيا” سائدا في عدد من المدن السويدية، إلا أن الاهتمام آخذ بالانخفاض في العديد من المدن السويدية الأخرى خلال السنوات الخمس الأخيرة ، مما يؤدي في بعض الأحيان إلى إلغاء الاحتفال بالتقليد كما قد يحدث في غوتلاند.




وبشكل عام تكون المدارس السويدية هي المكان الأكثر لاحتفالات “لوسيا” حيث تم الغناء والاناشيد العامة والخاصة المتعلقة بالميلاد والكريسماس ويشارك الطلاب بزي أبيض هو زي يرم لسانت “لوسيا”   ويحملون الشموع  . كما تشارك الكنائس السويدية باحتفالي مسائي ويطوف متطوعين على المنازل وهم يلبسون ملابس بيضاء ويحملون الفوانيس الشمعية.




ومؤخرا ظهرت مشاكل في اختيار الفتاة التي تمثل لوسيا في بعض الاحتفالات بالمدارس السويدية ، حيث المفترض اختيار فتاة جميلة تمثل “لوسيا” التي كانت فاتنة الجمال وهو ما انتقده البعض من حيث اختيار مظهر الجمال “السويدي الغربي”  واعتبره الكثير تمييزاً في ظل انتشار الفتيات من خلفيات أجنبية ،فبدأ اختيار لوسيا بالقرعة   .

معلومات

الاسم : سانت “لوسيا”
الميلاد: سنة 283  
مكان الميلاد : صقلية  الوفاة سنة 304  كان عمرها (20–21 سنة) 
 سبب الوفاة : قطع الرأس 
مكان الدفن : البندقية إيطاليا

“لوسيا”






مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى