آخر الأخبار

رئيس الحكومة السويدية: عائلات عاطلة تستلم 46 ألف كرون من المساعدات كل شهر.. لماذا؟

أعلن رئيس الوزراء السويدي أولف كريسترشون عزمه على تنفيذ تغييرات جذرية في نظام المساعدات الاجتماعية، مشددًا على أن الهدف هو جعل العمل أكثر فائدة وجدوى من الاعتماد على الإعانات والمساعدات. وفي تسجيل مصوَّر أشار كريسترشون إلى أن هناك عائلات في السويد تحصل اليوم على مساعدات شهرية تصل إلى نحو 46,500 كرون بعد خصم الضرائب، وهذا رقم مذهل! كما أنه مبلغ يتجاوز ما يكسبه العاملون بدوام كامل. واعتبر هذا الوضع غير منطقي وغير عادل، مؤكدًا أن حكومته تعمل على تصحيحه جذريًا، متسائلًا: لماذا يحدث هذا؟ من لا يعمل يستلم مبالغ ضخمة تصل إلى 50 ألف كرون سويدي شهريًا، ومن يعمل بجهد يستلم أقل بكثير!




وأوضح رئيس الحكومة السويدية في تعليق مرفق بالفيديو أن مبدأ الإصلاح الذي نقوده يعتمد على فكرة أن “العمل الجاد والسلوك المسؤول يجب أن يكونا أكثر نفعًا من الجلوس في المنزل وطلب المساعدات وإنجاب الأطفال”، مضيفًا أن الحكومة تسعى إلى إعادة بناء النظام بحيث يُحفّز الناس على العمل بدل الاتكال على الدعم السخي.

ربط المساعدات بالعمل والهجرة!

كريسترشون أوضح أن الحكومة السويدية بصدد وضع حدٍّ أقصى للمساعدات المالية للعاطلين عن العمل، ولن يُنظر إلى تزايد إنجاب الأطفال، مع فرض التزامات واضحة على الأشخاص العاطلين ولكنهم قادرون على العمل ويتلقون دعم “السوسيال” (försörjningsstöd)، تشمل إجبارهم على المشاركة في أنشطة مختلفة أو السعي الفعلي للحصول على وظيفة.




وأضاف أن المهاجرين في السويد لن يحصلوا مستقبلًا على كامل مزايا نظام الرفاه بشكل كامل ومباشر، معتبرًا أن سياسات الحكومات الاشتراكية السابقة سمحت باستقبال نحو 320 ألف طالب لجوء خلال ثماني سنوات دون فرض متطلبات كافية للاندماج. وتابع قائلًا إن حكومته غيّرت هذا النهج الذي وصفه بـ”غير المسؤول”، مشيرًا إلى أن الأطفال يجب أن يشاهدوا آباءهم وهم يذهبون إلى العمل، لأن ذلك يعزز قيم الاعتماد على الذات والعمل والإنتاج.




في المقابل، وجّه الكاتب السويدي بيتر كادهامار انتقادات حادة لطريقة تناول كريسترشون لقضية المساعدات، معتبرًا أن حديثه المتكرر عن “العائلات الكبيرة التي تعيش على الدعم” يغذي صورة نمطية سلبية عن المهاجرين. وأضاف أن الأسر التي تضم خمسة أطفال وتتلقى مبالغ كبيرة من المساعدات “نادرة جدًا في الواقع”، ولا تمثل نسبة تُذكر في إحصاءات الدعم الاجتماعي، ومع ذلك تُستخدم كأمثلة متكررة في الخطاب السياسي.




وأضاف متسائلًا: “عندما يذكر رئيس الوزراء تلك العائلات الكبيرة، من الذي يتبادر إلى أذهاننا؟”، في إشارة واضحة إلى أن الحديث يوحي للمجتمع بأن المقصود هم المهاجرون، مما يعزز، بحسب رأيه، لغة سياسية تحمل إيحاءات تمييزية وتغذي الانقسام الاجتماعي في السويد، وفي الوقت نفسه لا يتم إلقاء الضوء على المهاجرين الذين يعملون بجد ووقت طويل في أعمال صعبة برواتب هزيلة طوال عمرهم!



مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى