مجتمع

تحذير عند شراء منزل مع ارتفاع المعروض للبيع في السويد.. قد تخسر منزلك وأموالك

 يشهد سوق العقارات في السويد هذه الأيام مرحلة حرجة وغير مسبوقة، حيث سجّل موقع Hemnet، خلال شهر مايو 2025، عددًا قياسيًا من الإعلانات العقارية تجاوز 82,000 عقار معروض للبيع، وهي الزيادة الأكبر على الإطلاق بنسبة 14٪ مقارنة بالعام الماضي.




 ويعزو الخبراء هذه الطفرة في المعروض إلى فترات البيع الطويلة وتراجع الطلب، مما يؤدي إلى بقاء العقارات على المنصات لفترة أطول. وقد شمل هذا الارتفاع أغلب مناطق البلاد، حيث سجلت 15 محافظة سويدية مستويات قياسية في عدد المعروض من المنازل، وخصوصًا محافظة فيستربوتن التي شهدت زيادة بنسبة 45٪.




 ويقول إريك هولمبيرغ، محلل السوق في Hemnet:

“رغم استقرار الأسعار نسبيًا ولكنها تنخفض، كما أن السوق يتسم بالركود والانتظار، ما ساهم في تقليل عدد المبيعات وزيادة الضغط على المعروض”.




جمعيات السكن تواجه الإفلاس… وخطر على المشتري

إلى جانب هذا الانفجار في العرض، هناك مشكلة أعمق وأكثر خطورة تهدد السوق العقاري السويدي، وهي ارتفاع عدد جمعيات الشقق السكنية التي أعلنت إفلاسها، مما يشكل خطرًا مباشرًا على أي شخص ينوي شراء شقة في الوقت الحالي. وهذا يعني أنك بصفتك مالك لشقة في مبنى سكني تخسر شقتك وتتحول لمؤجر تدفع الإيجار لشقتك لمالك جديد بسبب أن المبنى السكني أفلس كأتحاد سكان وتم بيعه لمالك جديد لتغطية الديون




ووفقًا لتقرير هيئة SBC السويدية، فقد أفلست 117 جمعية سكنية خلال  العام الماضي 2024، وهو أعلى رقم في عقد كامل، ويمثل ثلاثة أضعاف عدد الإفلاسات في عام 2023. أما السبب الأبرز فهو الديون المرتفعة وارتفاع أسعار الفائدة التي لم تتحملها هذه الجمعيات، خاصةً الجديدة أو الصغيرة منها.




  والمشكلة الكبرى أن إفلاس الجمعية يعني فقدان الشقة: إذ تتحول الملكية إلى إيجار، وقد يخسر المالك كل ما دفعه. وحتى إذا بقي في الشقة، يستمر بدفع أقساط الرهن العقاري مع إيجار شهري، وهو ما يضع العديد من العائلات في أزمة مالية.



تحذيرات ونصائح للمقبلين على الشراء

هيئة SBC أصدرت عدة تحذيرات للمشترين الجدد، تنصحهم فيها بالحذر والانتباه للآتي:

  1. أنت قررت شراء شقة سكنية في مبنى سكني ، عليك فحص مستوى ديون الجمعية لكل متر مربع للجمعية المسؤولة والمالكة للمبنى السكني الذي تتواجد الشقة فيه : الجمعيات ذات الديون العالية تكون أكثر عرضة للانهيار وبالتالي تخسر ملكية شقتك.
  2. وجود خطة صيانة واضحة: غيابها يدل على ضعف الإدارة وتدهور الأوضاع المالية.
  3. سحب الاحتياطيات المالية بدلاً من تغطية النفقات بالصيانة المنتظمة مؤشر خطر.
  4. ملكية الأرض: بعض الجمعيات لا تملك الأرض بل تستأجرها من البلدية (Tomträtt)، ما قد يؤدي إلى ارتفاع رسوم الإيجار الشهري.
  5. حجم الجمعية وعدد الشقق: الجمعيات الصغيرة تُوزع التكاليف على عدد محدود من الملاك، مما يزيد المخاطر.




 ماذا يعني ذلك لسوق العقارات في السويد؟

هذا الوضع المزدوج – من ارتفاع كبير في المعروض وموجة إفلاسات بين جمعيات الشقق – يثير مخاوف حقيقية بشأن مستقبل نموذج ملكية الشقق في البلاد. فالمشترون اليوم لا يواجهون فقط تحديات الأسعار والفوائد، بل خطر فقدان الملكية بالكامل إذا انهارت الجمعية المسؤولة عن البناء.




👀 وفي مناطق مثل سودرتاليا وخيليفتيو، هناك مؤشرات واضحة على مشاكل مالية كبيرة وخطر قريب من الإفلاس، خاصة مع غياب الشفافية المالية وانسحاب المحاسبين وغياب التقارير السنوية.

الخلاصة

إذا كنت تخطط لشراء شقة في السويد، فالأمر لا يتعلق فقط بالسعر أو الموقع، بل بـ التحقق من الوضع المالي للجمعية السكنية، والبحث بعمق خلف الجدران الجميلة والواجهات الحديثة. فخطر فقدان الاستثمار حقيقي، وقد يتحول حلم الشقة إلى كابوس مستمر.
الاستثمار الآمن اليوم لا يعني فقط امتلاك عقار، بل امتلاك معرفة دقيقة بكيفية إدارته ومَن يديره.



مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى