بعد أيام تودّع السويد حقبة سياسة الهجرة الإنسانية .. وتبدأ حقبة سياسة هجرة مشددة
المركز السويدي للمعلومات ، أخبار السويد ، من الواضح أن قانون الهجرة الجديد الذي سيقرّ خلال أيام – 22 يونيو – سيكون تحولًا في سياسة اللجوء السويدية، وستتحول السويد من بلد جالب للاجئين إلى بلد طارد لهم، لأن القانون الجديد للهجرة واللجوء سيكون من أسوأ قوانين اللجوء في أوروبا. ولن تكون السويد البلد الإنساني الذي نعرفه !
سوف تختار السويد الخيار القانوني الأنسب لضمان مصالحها ومصالح مواطنيها . وهذا بالتأكيد من حقها .. حيث تشعر السويد كدولة ومجتمع بالإرهاق والوهن بعد عقد كامل من الزمن كانت فيه أحد أكثر البلدان الأوروبية والعالمية سخاء في استقبال المهاجرين واللاجئين .
لقد بات السويديون بغالبيتهم يؤيدون قرارات تشديد قوانين اللجوء وجعلها أكثر صرامة، بعد أن وصلت أعداد طالبي اللجوء الفارين من الحروب في سوريا وأفغانستان والعراق وإريتريا والصومال لهذا البلد الإسكندنافي أرقاما قياسية غير مسبوقة، وبعد أن نجح اليمين المتطرف بقيادة جيمي أوكسون في إقناع الناخبين السويديين أن مشاكل السويد في المجتمع والاقتصاد سببها المهاجرين وفشل الإندماج .
يقول حيدر وهو أحد العراقيين وهو لاجئ مرفوض واحد المهددين بالترحيل إن هناك حالات اكتئاب شديدة لدى اللاجئين في السويد ، وانتهى الأمر بالعديد منّا بأمراض نقسية وعزلة وتشرد في أوروبا .. أو في مراكز العلاج النفسي. ويعبّر الشاب الثلاثيني عن خيبات أمل نتيجة الظروف الصعبة في مراكز احتجاز المرفوضين والمعرضين للترحيل..
ورغم ان اللاجئين العراقيين المرفوضين في السويد من الصعب حجزهم أو ترحيلهم إلا إنهم معلقين بدون إقامات أو مساعدات لسنوات طويلة ، على حده قوله. ويفضّل أمثال هؤلاء الإقامة بصورة غير شرعية على الإذعان لقرار الترحيل لأنه ليس أمامهم أي خيار آخر إلا التنقل بين الدول الأوروبية.
وذكرت يومية “سفنسكا” أن نحو ثلاثين ألفا -من الذين رفضت طلباتهم وكان من المقرر ترحيلهم- قد تواروا عن أنظار الأجهزة الأمنية، وتفيد الشرطة بأنها تفتقر إلى الموارد اللازمة لتعقب هؤلاء.
عزلة وخوف
ويحاول البعض من اللاجئون من حاملي الإقامة المؤقتة في السويد التكييف مع الواقع الجديد ومشاعر الإحباط ويبدي محمد -وهو لاجئ سوري من دير الزُّور حصل على الإقامة المؤقتة- قلقه من خطاب القوانين المحبطة وعدم حصوله على إقامة دائمة وحرمانه من التقديم على الجنسية السويدية ، بجانب عدم قدرته على الحصول على عمل دائم ..ويقول :- أن هذا هو حال الكثير …
كذلك تقول ” ميس” مهاجرة من سوريا .. أن الكراهية تجاه المهاجرين الجدد تزداد ولكنها حالة نفسية وحالة قانونية وليست ملموسة . وتقول “لدي الظروف التي دفعتي لأن أترك بلدي بحثا عن الأمان والاستقرار، وعلى الرغم من أن السويد بلد يحترم كثيرا حقوق الأقليات الدينية لكنني أشعر بالعزلة هنا”.
وتضيف ميس قائلة : – “أحاول عبثا الاندماج في المجتمع السويدي، لكن لديهم تخوف من اللاجئين” .
ومع اختلاف الآراء المحبطة من اللاجئين .. تنقل وسائل إعلام سويدية حالة من الارتياح لدى معظم المواطنين السويديين ، ومن ضمنهم سويديين من أصول مهاجرة يرحبون بقوانين الهجرة المشددة ، مؤكدين إنهم يرحبون باللاجئين ولكن قدرة المجتمع السويدي وسوق العمل لا يتحمل المزيد منهم في الوقت الراهن .