المهاجرين في السويد ” لا تعمل وأحصل على المال السهل من المساعدات” مقال لكاتب سويدي
لا تعمل في السويد فالمساعدات أفضل ..! يعتقد السويديين حاليا أن المهاجرين يفكرون بهذا الشكل، وفي حقيقة الأمر فأن الإعلام السويدي ينتشر فيه حاليا معلومات غير صحيحة من اليمين المتطرف ويروج لهذه الفكرة “أن المهاجرين يفضلون ويسعون للحصول على المساعدات بدلاً من العمل “
بيتر يونسون كاتب ومؤلف سويدي لديه مقالات مهمة في جميع الصحف السويدية ، يقول الكاتب في مقال نُشر على صحفية أكسربيسن ربما يوجد هذا التفكير لدى القلة من المهاجرين: “لا تعمل وأحصل على المال السهل من المساعدات” ، ولكن لا يمكن أن يكون جميع المهاجرين بهذا التفكير ولا حتى 10 بالمائة منهم.. وإلا فمن هؤلاء الذين نراهم ليل نهار يعملون في السويد من حولنا!
لقد حاول اليمين السويدي واليمين المتطرف السويدي الربط بين رغبة المهاجرين بالوصول للسويد للحصول على المساعدات الداعمة لهم عند بدء حياتهم (وهذا مشروع) ، وبين رغبة البعض الاستمرار على المساعدات وربما الاحتيال على أموال المساعدات ، ولكن إن افترضنا أن لدينا 100 أو 1000 قضية احتيال في السويد سنويا للحصول على أموال المساعدات فبرغم ارتفاع عدد القضايا ولكنها لا تمثل 1 بالمائة من عدد المهاجرين الذين ترسخوا في السويد وبدائو العمل ودفع الضرائب ويبلغ عددهم ما بين 700 إلى 750 ألف مهاجر .
إن استمرار تصيد أخطاء بعض المهاجرين واستمرار الترويج لفكرة أن المهاجرين باحثين عن المساعدات ومحتالين يسرقون أموال الرعاية الاجتماعية هي إهانة لما يقارب من مليون مهاجر يعملون بجد في السويد ويدفعون الضرائب ، لا يمكن أن تخطئ عينك في السويد من رؤية أن أغلب العاملين في قطاع الخدمات السويدي هم مهاجرين في وسائل النقل والرعاية الصحية والمؤسسات الخدمية .
الاصوات التي تروج لسلبية المهاجرين اصبحت داخل الحكومة السويدية وهي حكومة يمين مدعومة من حزب عنصري هو سفاريا ديمقارطنا ، هذا النوع من العمل بالشراكة الحكومية مع حزب متطرف هي ترجمة لنتائج انتخابات منحت حزب متطرف 20% من اصوات السويديين ، وأصبح أمر واقع أن أفكار متطرفة تنتشر بين الناخبين في السويد الترويج لسلبيات محدودة وتضخيمها مقابل إيجابيات مهولة مجهولة يتم طمسها ، إن استمرار هذا النهج الترويجي سوف يؤدي لشيطنة المهاجرين في السويد انطلاقا بإنهم باحثين عن المساعدات والاحتيال ومرورا بقضايا رفضهم للمجتمع والانعزال وحتى الجريمة المنظمة .
يجب على الأحزاب والنشطاء والإعلام السويدي الحر أن يبدا التركيز على إيجابيات المهاجرين وحقيقة مساهمة المهاجرين في انقاذ المجتمع السويدي العجوز من الموت ، ودور موجات اللجوء في انقاذ قطاع الرعاية الصحية من الانهيار ، وفي ضخ الشباب في عجلة الاقتصاد والصناعة السويدية ، وفي القرى والمدن التي كادت لتتحول لمهجورة بدون تدفق الهجرة ، وأن يعكس الإعلام حقيقة أن 33 بالمائة من الشركات والنشاط الاقتصادي في السويد يقوده المهاجرين الجدد والقدماء لجعل السويد أفضل . وأن يعلم السويديين أن تحول بلداً للأسوأ هو غالبا بسبب من يديرها وليس بسبب من يعيش فيها!