
المدير القانوني للهجرة “صفة لاجئ والحماية لم تعد قائمة للسوريين” عند تجديد الإقامات؟
بعد مرور عام على سقوط نظام الأسد، كانت مصلحة الهجرة قد جمّدت حينها كل طلبات اللجوء الخاصة بالسوريين لفترة طويلة، قبل أن تعود لدراسة الملفات مجدداً. واليوم، يبرز سؤال كبير: كيف تنظر المصلحة الآن إلى أوضاع السوريين الذين مُنحوا الحماية سابقاً؟ وهل ما زالت المبررات التي استندوا إليها قائمة كما كانت قبل سقوط النظام؟
في لقاء مع القسم العربي في الإذاعة السويدية، أوضح المدير القانوني في مصلحة الهجرة كارل بيكسليوس أن جزءاً كبيراً من طالبي اللجوء في فترة حكم الأسد كانوا من فئة الشباب والرجال المهددين بالتجنيد الإجباري، أو الهاربين من الحرب والاشتباكات المسلحة. وأشار إلى أن هذه الظروف لم تعد موجودة بالشكل نفسه اليوم، وأن التقييم الحالي يركز أكثر على مخاطر تتعلق بالأقليات والفئات التي قد تتعرض لانتهاكات أو عدم احترام لحقوقها.
وفي الحوار، طُرح سؤال حول حالة شخص وصل إلى السويد وطلب اللجوء لأنه كان مهدداً بالمشاركة في الحرب، والآن يريد تجديد إقامته: ماذا سيكون مصيره؟
أجاب بيكسليوس بأن أي شخص يحمل صفة لاجئ أو حماية بديلة يظل محتفظاً بهذه الصفة، وهي الأساس في منح الإقامة عند التجديد، مؤكداً أن المصلحة لا تقوم حالياً بسحب هذه الصفة بشكل منهجي. لكنه أوضح أن بعض الملفات قد تحتاج إلى تدقيق إضافي قبل منح قرار التجديد، وذلك حسب وضع كل فرد.
وأضاف أن وجود إقامة سارية يعني أن الحماية ما زالت قائمة، إلا إذا طرأت مستجدات في الملف الفردي تستدعي التحقيق.
ورغم هذه التطمينات، بدأ عدد من السوريين والفلسطينيين السوريين يتلقون استدعاءات لإعادة تقييم ملفاتهم، حتى بعد سنوات طويلة من العيش والاستقرار والعمل في السويد.
من بين هؤلاء “خالد” – اسم مستعار – وهو شاب فلسطيني سوري قدم طلباً لتجديد إقامته بهدف الحصول على إقامة دائمة، خاصة أنه يمتلك عقد عمل ثابت. لكنه فوجئ باستدعاء من مصلحة الهجرة يتناول إجراءات تتعلق بالترحيل، رغم وجوده في السويد منذ عام 2017، ورغم أنه لم يعتمد على مساعدات السوسيال، وعمل لسنوات في وظائف مختلفة.
يقول خالد إن حالته النفسية تدهورت منذ تلقّي الاستدعاء، فهو يعيش قلقاً مستمراً بشأن مستقبل ابنته التي وُلدت حديثاً ولا تحمل إقامة حتى الآن، كما يخاف من احتمال فقدان الاستقرار الذي بناه خلال تسع سنوات من العيش في البلاد.









