المركز السويدي للمعلومات
لدعم الهجرة واللجوء في اوروبا والسويد

تقرير : اللاجئين الجدد في السويد يعانون من عدم استقرار وشعور بالقلق ..وخبراء يحذّرون!

“أنا أعيش في حالة يأس لا يمكنني الخروج منها حتى أجد ابني حمزة” هكذا يقول اللاجئ الفلسطيني السوري حسام . فحسام (43 عاماً) فقد ابنه حمزة في البحر عندما كان في طريقه إلى أوروبا . “في تمام الساعة الرابعة صباحا صعدنا على متن القارب المطاطي وبعدها انقلب القارب  وبدأت أصرخ:  “حمزة.. حمزة.. حمزة” بأعلى صوتي وبعدها وجدت نفسي في اليونان بدون ابني”.




كل محاولات البحث عن حمزة باءت بالفشل. لكن حسام لم يفقد الأمل “أنا متأكد من أنه سيعود إلى حضني ولكن متى؟  أنا لا أريد شيئا من هذه الدنيا سوى أن أحضنه بين يدي وأقبله واعتذر له ليسامحني لأني وضعته على قارب وتركته وحيد بالبحر ! .” يقول حسام أنه “تعذب كثيرا” على طريق الوصول إلى تركيا. لكن فقدانه لابنه أمر فاق قدرته على التحمل ويضيف “أنا أشعر أنني في عالم آخر. حاولت أن أتعلم اللغة لكنني أعاني من قلة التركيز. أريد أن أندمج في المجتمع…. وأعيش كالآخرين ولكنني غير قادر على ذلك”. يقول حسام.




قصة حسام ليست إلا واحدة من بين قصص لاجئين كثيرين يعانون من صدمات نفسية بسبب الحرب أو ما عاشوه أثناء رحلة الهروب  على أمل الوصول للسويد والاستقرار . 

ويزداد عدد اللاجئين الذين يعانون من اضطرابات نفسية في أو عدم الشعور بالأمان أو حالات نفسية عصبية ،  وهذه النسبة مرتفعة في السويد وألمانيا ، حيث العدد الأكبر من اللاجئين وصلوا لهذين البلدين خلال السنوات الأربعة الماضية ، وتصل نسبة من يعاني من صدمات نفسية ما بين 15 – 30%  من مجموع عدد اللاجئين في السويد .




ويحذّر أطباء، من أن عدد اللاجئين الذين قد تكون حالاتهم النفسية مؤهلة لكي تتطور إلى “متلازمة ما بعد الصدمة” ،  قد يفوق النسبة المتوقعة ، فهناك من لديه صدمة عدم الاستقرار ، وصدمة الأجواء والمجتمع  الجديد ، وصدمات نفسية أخرى تمنعه من الاستقرار النفسي والاندماج في السويد ، وهناك من يزال يعيش مع ذكريات استقراره في بلده ومع أهله .. 



 ورغم وجود بعض الجمعيات والمراكز التي تعمل على تقديم الدعم النفسي للاجئين في السويد ، إلا أن اللاجئين لديهم تكوين شخصي يجعلهم يرفضوا هذا النوع من المساعدة ، كما أن القائمين على الرعايا النفسية بالسويد “أقل بكثير من المطلوب” ولا يسعون للوصول لهولاء اللاجئين بطرق مناسبة وفعالة  .

كما أن إحدى المشكلات الأساسية، كما يقول  التقرير، هي عدم وجود كوادر نفسية متخصصة تتحدث اللغة العربية، في وقت لا يزال فيه اللاجئون يعانون من مشكلة تعلم اللغة السويدية .  



 

 الصحة النفسية تؤثر على الاندماج
يؤكد التقرير على ضرورة مساعدة اللاجئين نفسياً واجتماعيا ، من أجل العمل على اندماجهم في المجتمع السويدي ،  حيث أن “الصحة النفسية عامل رئيسي في الاندماج”، مشيرة إلى أن اللاجئين  لديهم مشاكل نفسية واجتماعية كثيرة في السويد ، ولديهم رهبة وخوف وقلق مستمر من المجتمع والمؤسسات السويدية ، وكل هذا جعلهم يفقدون التركيز على تعلم اللغة ، أو إيجاد فرص عمل ، في مجتمع  جديد عليهم ويصعب اندماجهم فيه ..


و يحذر  التقرير من أن إهمال الحالة النفسية للاجئ ، والضغط عليه وتوجيه المستمر بقوة للقيام بأنشطة لا يريدها أو تعلم اللغة والتدريب بأسلوب غير مناسب ، سوف يؤدى لزيادة الضغط النفسي السلبي على اللاجئ ، وقد تجعله يفقد الإرادة على الاندماج  ، ويبدأ في الانعزال ورفض المجتمع ….ويستسلم لعزلته ، ويتابع التقرير : “هناك لاجئون كثيرون مضى على وجودهم ثلاث أو أربع سنوات في السويد ، ورغم أنهم كانوا في الطريق الصحيح إلا أنهم يقولون: لم أعد استطيع” ..! وهذا بسبب الضغوطات المتواصلة ، وعدم وجود فهم او اسلوب مناسب للتعامل مع نفسية اللاجئين ، والقلق المستمر لديهم اثناء رحلة اندماجهم في المجتمع السويد .



ويشكل تشديد قوانين اللجوء،والإقامات المؤقتة وصعوبة لم الشمل ، والضغط بالمراقبة والتوجية من مؤسسات الرعايا الاجتماعية  عاملاً آخر قد يؤدي إلى تدهور الحالة النفسية لطالبي اللجوء واللاجئين. الذين لا يعتدون على التحكم في أمور حياتهم الشخصية مقابل المساعدات …