تقارير

اللاجئين السوريين والمنطقة الآمنة شمال سوريا …توزيع 200 ألف منزل للاجئين وبناء 10 مدن !

الاتفاق الأمريكي التركي على الهدنة بشمال سوريا، يثير أسئلة كثيرة حول مصير اللاجئين وملامح المنطقة الآمنة المزمع إنشاؤها. فكيف ستكون هذه المنطقة ؟ وهل ستكون آمنة فعلا ويعود إليها اللاجئون طوعا؟ ولماذا تصر أنقرة على إنشائها؟




منطقة بعمق 20 ميلاً (32 كيلومتراً) تمتد من شرق نهر الفرات حتى الحدود العراقية، هذه هي المنطقة التي تسعى تركيا إلى إنشائها في شمال سوريا لتوطين نحو مليوني لاجئ سوري فيها، وفقاً لتصريحات المسؤولين الأتراك. ورغم الرفض الكردي لإنشاء هذه المنطقة في البداية خوفاً من “تغيير ديمغرافي”، إلا أن التهديدات التركية التي تُرجمت فيما بعد إلى عملية عسكرية في شمال سوريا، بعد “ضوء أخضر” من ترامب، حسب مراقبين، جعلت الأكراد يوافقون على آخر اتفاق تركي أمريكي حول هذه المنطقة.




“اتفاق ضبابي”
فبعد الاتفاق الجديد بين أنقرة وواشنطن، أعلن جيمس جيفري المبعوث الأمريكي الخاص إلى سوريا، أن الولايات المتحدة وتركيا حددتا “المنطقة الآمنة” بأنها “المنطقة التي تعمل فيها تركيا حالياً” بعمق 30 كيلومتراً في جزء رئيسي من شمال شرق سوريا. وأعلن الأكراد قبول الاتفاق الذي ينص، كما قالوا، على أن تكون هذه المنطقة محصورة بين مدينة رأس العين وبلدة تل أبيض. بينما الأتراك يتكلمون عن منطقة من الحدود العراقية إلى 450 كيلو ..
 






المنطقة الآمنة حسب الرؤية التركية
وفقاً للرؤية التركية، حسب ما نقلت صحيفة ديلي صباح الموالية للحكومة، فإن المنطقة الآمنة تشمل المساحة الجغرافية الواقعة شمال الطريق الدولي M4 الاستراتيجي، الذي يربط الشمال السوري بعضه ببعض، وتضم هذه المنطقة مدناً وبلدات من ثلاث محافظات سورية، هي حلب والرقة والحسكة، وتمتد على طول 460 كم، بعمق 32 كم على طول الحدود التركية السورية.




وحسب ما نقلت صحيفة “ديلي صباح”، فإنه “سيجري توطين مليون سوري في 200 ألف مسكن يتم توزيعها على مليون لاجئ بمعدل مسكن لكل خمس أشخاص يكونون عائلة ، سيتم إنشاؤها في المنطقة الآمنة”. وتتضمن الخطة، وفق الصحيفة، إنشاء 10 بلدات مركزية بتعداد سكاني يصل إلى 30 ألف نسمة لكل منها، وبناء مناطق صناعية فيها، ومدارس وجامعة ،ومستشفيات ,, بالإضافة إلى 140 قرية بطاقة استيعابية تصل إلى 5 آلاف نسمة لكل منها.






أما بالنسبة لكيفية توطين اللاجئين السوريين في المنطقة، فقد أكد وزير الخارجية التركي مولود تشاوش أوغلو أن “عودة اللاجئين إلى المنطقة الآمنة ستكون طوعية”، وسيكون الاختيار فقط للاجئين السوريين في تركيا ، فأن لم يتم الوصول للعدد المطلوب يتم استيعاب اللاجئين السوريين من الدول الاخرى الراغبين بالعودة والتوطين في المنطقة الآمنة ، مشيراً إلى أن تهيئة البنى التحتية في المنطقة ستشجع الناس على العودة ، ودفع مبالغ إعادة توطين لهم .

لكن مراقبون يشككون في أن تكون عودة جميع اللاجئين الذين تريد تركيا توطينهم في شمال سوريا سهلة ، ويقولون  من أين يأتي اردوغان  بكل هذه الأموال ؟






“اللاجئون السوريون ورقة التغيير الديمغرافي”
ويعتقد أوزكان أن إنشاء المنطقة سيصب في مصلحة بعض اللاجئين السوريين الذين يرغبون في العودة إلى بيوتهم في شمال سوريا، لكنه يتخوف من مسألة التغيير الديمغرافي ويتابع: “يتحدثون عن عودة ما بين مليون إلى مليوني لاجئ سوري وهذا سيشمل لاجئين من مناطق أخرى في سوريا تريد الحكومة التركية توطينهم في الشمال من أجل تغيير ديمغرافية المنطقة وهذا شيء خطير”.

 وقد أكد قائد قوات سوريا الديمقراطية مظلوم كوباني بعد الاتفاق على ضرورة “عدم تغيير ديمغرافية المنطقة وإعادة جميع المدنيين إلى ديارهم مرة أخرى”.




ولكن السؤال الأهم هو ” حتى مع بقاء السكان الأكراد بالمنطقة ، فدخول 2 مليون لاجئ سوري اغلبهم من القومية السورية العربية يعني أن المنطقة أصبحت منطقة سكانية عربية ؟

بسبب التكاليف.. “مخطط غير واقعي”
وتعول تركيا على الحصول على تمويل أجنبي من أجل إنشاء المنطقة الآمنة، حسب صحيفة ديلي صباح الموالية للحكومة، التي أشارت إلى أن تكلفة المنطقة تصل إلى “23,5 مليار يورو، تمول من قبل صناديق أجنبية”. وفي هذا السياق قال رئيس إدارة الميزانية في الرئاسة التركية، ناجي إقبال، إن تركيا قد تخصص أموالاً في ميزانيتها لعام 2020 لبناء مساكن للاجئين في “المنطقة الآمنة”. لكن أوزكان يعتقد أن الحكومة التركية لا تستطيع تمويل المشروع لوحدها، خصوصاً وأنها تمر بأزمة اقتصادية “كبيرة” حسب تعبيره.



وبسبب التكاليف الاقتصادية، فإن معارضين أتراك يرون أن إنشاء “المنطقة الآمنة مخطط غير واقعي”، كما قال أونال تشيفيكوز نائب رئيس “حزب الشعب الجمهوري” التركي المعارض.
ولا يعتقد أوزكان أن تقدم الدول الأوروبية الأموال التي يريدها أردوغان من أجل إنشاء المنطقة الآمنة. وأشار رئيس المفوضية الأوروبية جان كلود يونكر إلى ذلك في وقت سابق من هذا الشهر، عندما قال: “إذا كانت خطط تركيا تتضمن إقامة منطقة آمنة، فإن الاتحاد الأوروبي لن يشارك مالياً في ذلك”.






مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى