
الكنيسة السويدية تطلق رداء كنسي جديد للرهبان والصلاة بألوان “علم المثلية”
في خطوة رمزية مثيرة للجدل، أعلنت أبرشية فاستيروس Västerås التابعة للكنيسة السويدية عن الانتهاء من تصميم رداء كنسي جديد مزين بألوان قوس قزح والرموز المرتبطة بالمجتمع الجنسي المتنوع (HBTQI+). ويُهدف من هذا الرداء استخدامه في الطقوس الكنسية ليعكس “التنوع الإنساني والشمول”، بحسب تعبير القائمين على المشروع.
كيف بدأت الفكرة؟
المبادرة جاءت من القساوسة سيسيليا ريدنر وهانس ديغريوس، اللذين استعانا بخياطتين متخصصتين في الأزياء النسائية، أنيت أندشون وإيفا لينا ليدستروم. العمل استمر لمدة عام ونصف، وتضمّن قرارات دقيقة حول التصميم والألوان والنقوش، حسب ما نقلته الكنيسة السويدية على موقعها الرسمي.
رمزية التصميم والمواد المستخدمة
الرداء الكنسي مصنوع من قماش الصوف المنسوج يدويًا في مصنع “كلاسسبول” المعروف في مدينة أرفيكا، لضمان الدقة في النسيج وتناسق الألوان. أما أبرز رموز الرداء فهو “وحيد القرن” المطرّز باليد بخيط ذهبي على ظهر الرداء – وهي صورة استُخدمت قديمًا في الرموز المسيحية كتشبيه للمسيح، وتظهر أيضًا في قطع أثرية كنسية داخل كاتدرائية فاستيروس.
وحيد القرن هنا يحمل كذلك دلالة على “التعددية الجنسية” و”الاختلاف”، مما يعطي الرداء بُعدًا مزدوجًا في رمزيته.
رداؤهم.. رسالة حقوقية
يرافق الرداء أيضًا شالين طويلين (stolor) بنفس ألوان قوس قزح، يتضمنان رموزًا تشير إلى “الهوية الجنسية التقدمية”. وصرّحت الأبرشية عبر فيسبوك أن الهدف هو “إدماج المزيد من الزوايا في التعبير الكنسي”، وأنه يُعبّر عن دعم الكنيسة لحقوق أفراد مجتمع الميم، خاصة فئة الشباب.
وقالت القسيسة ريدنر:
“كان من الطبيعي أن نبتكر رداءً طقسيًا يُجسد تنوع البشر داخل الطقوس الدينية.”
أما ديغريوس فأكد:
“الرداء يذكّر الجميع بقيمة الإنسان وكرامته، وهذا مهم جدًا في وقت تتعرض فيه حقوق الإنسان للتهديد في أماكن عديدة.”
متاح للإعارة
الرداء الجديد لن يُخصص لكنيسة واحدة فقط، بل سيتاح لأي كنيسة ضمن أبرشية فاستيروس ترغب باستخدامه خلال صلوات أو فعاليات تتناول قضايا الكرامة الإنسانية، أو النقاشات حول التنوع الجنسي.
جدل متصاعد
الإعلان عن الرداء الجديد أثار موجة من التعليقات والانقسامات، خاصة في ظل الانتقادات المتكررة للكنيسة بأنها باتت تضع قيم “برايد” في مركز الممارسات الدينية، متجاوزة الرمزية التقليدية للعقيدة المسيحية، كما أشار بعض المنتقدين في وسائل الإعلام السويدية إلى أن الكنيسة “تعبد قوس قزح بدلًا من الله”.