قضايا وتحقيقات

القبض على فتاه مهاجرة غير شرعية تعمل بالأسود في منزل رئيسة الحكومة السويدية

مفارقة غريبة وجدل إعلامي بعد أن ألقت الشرطة السويدية  القبض قبل عيد الميلاد بأيام  ، على فتاة من نيكاراغوا تبلغ من العمر 25 عاماً.  تعمل في تنظيف بيت رئيسة الوزراء السويدية ماغدالينا أندرسون في منطقة ناكا Nacka في ستوكهولم ..




المفارقة أن هذه الفتاة هي مهاجرة غير شرعية في السويد ، وتعمل بالأسود  في منزل رئيسة الوزراء السويدية !! ووفقاً للشرطة السويدية فأن الفتاة  ليس معها تصريح إقامة في السويد ومطلوبة من قِبَل الشرطة لترحيلها خارج السويد إلى بلدها . و الصادم أن هذه الفتاة المهاجرة لديها سجل جنائي إجرامي في السويد حيث قامت بالسرقة سابقاً!





وقعت هذه الحادثة عندما كانت رئيسة  وزراء السويد مجدلينا أندرشون خارج  منزلها يوم الثلاثاء 21 ديسمبر الماضي، حيث كانت أندرشون تعقد مؤتمراً صحفياً شاهده السويديون على الهواء مباشرة حول إجراءات الحد من عدوى كورونا. بينما كانت الشرطة في منزلها تلقي القبض على إحدى عاملات التنظيف المقيمة في البلاد إقامة غير شرعية وتعمل في الأسود أيضاً .




كيف تم اكتشاف هذا الأمر .

ووفقاً للشرطة السويدية بدأت القضية بعد أن  أطلق منزل رئيسة الوزراء السويدية  إنذارًا بالسرقة عن طريق الخطأ  عن بعد  ، وبعد وصول الشرطة وتحقيقها في المسألة توضَّح أنّ إحدى العاملات في شركة التنظيف متواجدة في منزل رئيسة الوزراء للعمل في تنظيف المنزل ، ومطلوبة للشرطة فألقت القبض عليها وسلّمتها الشرطة لمصلحة الهجرة للنظر في وضعها ومتابعة ترحيلها!




المشكلة هما أمنية وأخلاقية ، حيث  الخبير الأمني السويدي ديك مالموند Dick Malmlund لراديو السويد في التعقيب عن ما حدث أنّ المعلومات التي تقول بأنّ شخصًا مطلوب بصورة أمنية عمل في بيت رئيسة الوزراء السويدية ماغدالينا أندرسون “خطيرة للغاية ، وفضيحة أمنية” من وجهة النظر الأمنية … هذا يعني أن أي عامل يمكن أن يدخل منزل رئيسة الحكومة السويدية دون فحص هويته والتأكد من شخصيته .. لا إجراءات أمنية ولا ضبط للأمن بمنزل الشخص الذي يحكم السويد !




وقال مالموند مؤكدًا: “كان باستطاعة هذه العاملة الغير شرعية والمطلوبة للشرطة ، فعل أيّ شيء في البيت مع رئيسة الوزراء، من السرقة أو التجسس أو زرع أدوات تصنت أو تعريض رئيسة الوزراء للأذى أو خرق الخصوصية …  إنها فضيحة!”، وانتقد مالموند شرطة الأمن Säpo بأنها تتنصل من واجباتها في حماية كبار المسئولين الحكوميين في السويد.

 القبض على فتاه مهاجرة غير شرعية تعمل بالأسود في منزل رئيسة الحكومة السويدية





وقد أخبرت شرطة الأمنSäpo  سابقًا صحيفة Expressen السويدية أنه ليس من واجبها فحص الأفراد المتواجدين في بيوت الشخصيات الحكومية المحمية، وهو أمر لم يتفق معه مالموند مطلقًا، وأكد قائلًا: “يجب أن يتحملوا مسؤولية طبعًا أن لم يتحملوا المسئولية فمن سوف يتحملها المخابرات الروسية ؟ ،  ا تستطيع المخابرات السويدية إعفاء نفسها من هذا الالتزام، وإلا لاستطاع  أيّ فرد خصوصا الأفراد الخطيرين بأن يكونوا قريبين  من رئيس الوزراء، وهذا لا يُعقَل.”





الجانب الثاني كان الجانب الأخلاقي ، حيث أن الفتاة التي تم ضبطها في منزل رئيسة الوزراء تعمل بالأسود وبأجور زهيدة ودون ضمان اجتماعي أو حقوق تأمينية ، وهذا يجعل الحديث عن وصول المتاجرة للبشر في منزل رئيسة الوزراء السويدية ، وتقول الخبيرة السياسية التي عملت في وقت سابق في المكاتب الحكومية ماريا ليمني Marja Lemne أنّ المسؤولية لا تقع على رئيسة الوزراء وإنما على شركة التنظيف التي لم تتأكد من موظفيها. وبحسب صحيفة إكسبريسن فقد امتنعت رئيسة الوزراء ماغدالينا أندرسون عن التعقيب على ما حدث.





هذه القضية وبعد نشرها إعلاميا  توالت ردود الفعل المنددة والغاضبة في تدهور الأوضاع الأمنية والفوضى التي تنتشر في السويد  . حيث قال سياسيون وخبراء أمنيون أن السويد تعاني من هشاشة الإجراءات الأمنية المحيطة بكبار  المسئولين فماذا عن المواطنين . وماذا ‘ن انتشار تجارة البشر والعمل الأسود الذي وصل لمنزل رئيسة الوزراء .. وماذا عن فوضى الهجرة التي جعلت مهاجرين غير شرعيين يعملون في مهن كبار المسئولين بالدولة ؟







وقد كتب العديد من كبار الصحفيين  وخبراء الأمن وسياسيين مقالات في صحف سويدية يتساءلون من  يتحمل مسؤولية ما حدث ؟  .. وسرعان ما تأتي الإجابة : –  لا توجد جهة محددة تتولي حماية رئيسة الوزراء  ولا توجد قوانين أو توجيهات تًنظم حماية المسئولين السويديين في بيوتهم وحياتهم الشخصية .





 




 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى