في السويد مجتمع الرفاه .. عائلات مع أطفالها بدون مأوى لعجزهم عند دفع فواتير الإيجار
السويد - نوفمبر 2024
أفادت تقارير إعلامية سويدية بزيادة كبيرة في أعداد الأطفال الذين يُطردون مع عائلاتهم من منازلهم، مما يتركهم في مواجهة التشرد نتيجة الظروف المعيشية الصعبة. عدم قدرة الأسر على دفع إيجارات منازلها، بسبب فقدان الدخل أو الديون المتراكمة الناجمة عن التضخم وارتفاع تكاليف المعيشة، يُعد السبب الرئيسي وراء هذه الأزمة.
ستوكهولم في الصدارة
وفقًا لتقرير نشره موقع Hem & Hyra السويدي، تحتل مقاطعة ستوكهولم المرتبة الأولى في عدد الأسر التي تضم أطفالًا وتم إجبارها على إخلاء منازلها. العائلات المتضررة تنتمي في الغالب إلى ذوي الدخل المحدود، الذين عاشوا لسنوات طويلة على دخل منخفض في العاصمة.
ومع تزايد التضخم وارتفاع أسعار المواد الغذائية والإيجارات بنسبة تصل إلى 30% خلال السنوات الثلاث الماضية**، أصبح من المستحيل على العديد من هذه الأسر مواكبة التكاليف. الثبات النسبي في الرواتب وفقدان الوظائف بسبب البطالة ساهما في تفاقم الوضع.
إحصائيات مقلقة
على مدى السنوات الخمس الماضية، تم إخلاء 274 عائلة تضم حوالي ألف طفل ، حيث وجدوا أنفسهم يعيشون في مراكز إيواء مؤقتة بمناطق نائية، أو اضطروا للانتقال إلى منازل ريفية متهالكة.
التقرير أشار إلى أن شركات الإسكان البلدية كانت وراء نصف عمليات الإخلاء في عامي 2023 و2024* ، بينما أسهمت مصلحة جباية الديون والإخلاء الطوعي ولجوء الأسر إلى السوسيال** في البقية.
تأثيرات نفسية خطيرة
قالت كلارا ليندبلوم ، رئيسة قسم الإسكان في بلدية ستوكهولم:
“السكن المستقر ضروري للنمو النفسي للأطفال. عندما يُجبر الأطفال على مغادرة منازلهم، يفقدون بيئتهم المألوفة، أصدقاءهم، وانتماءهم للمجتمع. هذا يؤثر بشكل مباشر على قدرتهم على التعلم والتكيف مع الحياة.”
وأضافت أن الوضع الحالي في سوق الإسكان بات أكثر تعقيدًا، حيث يواجه المستأجرون متطلبات دخل مرتفعة من قبل الملاك الذين غالبًا ما يرفضون قبول الدعم الحكومي كجزء من الدخل.
التشرد وفقدان الانتماء
الأطفال الذين يواجهون الإخلاء غالبًا ما ينتهي بهم المطاف في التشرد، مما يؤثر على ارتباطهم النفسي بالمجتمع الذي نشأوا فيه. هذا الانقطاع عن البيئة المحلية يمكن أن يترك آثارًا نفسية طويلة الأمد تمتد إلى حياتهم البالغة.
انتقادات لاذعة
حقوقيون وناشطون انتقدوا بشدة طرد أسر لديها أطفال من منازلها. قالت جونو بلوم ، أمينة المظالم للأطفال:
“لا ينبغي لدولة رفاهية مثل السويد أن تكون لديها أطفال بلا مأوى. هذه الأزمة تمثل فشلاً كبيرًا في حماية الفئات الأكثر ضعفًا.” تعكس هذه الأزمة تناقضًا بين صورة دولة الرفاهية السويدية والواقع الذي تواجهه الأسر ذات الدخل المحدود. من الواضح أن هناك حاجة ماسة لإصلاحات في سوق الإسكان، وسياسات أكثر شمولًا لدعم العائلات التي تواجه ضغوطًا اقتصادية متزايدة، للحفاظ على حق الأطفال في بيئة مستقرة وآمنة للنمو.