
السويد ثالث أطول عمر وظيفي في أوروبا: 43 عامًا من العمل “كالساعة” تنتظرك في السويد
وفقًا لإحصاءات صادرة عن مكتب الإحصاء الأوروبي Eurostat، يحتل السويديون المركز الثالث في قائمة الدول الأوروبية من حيث طول فترة الحياة العملية. إذ يُتوقع أن يبقى الشاب السويدي الذي يبلغ من العمر 15 عامًا في سوق العمل لما يقارب 43 عامًا متواصلة. ولا يتفوق على السويد في هذا المؤشر سوى هولندا وآيسلندا.
فمتوسط فترة عمل المواطن في السويد 43 عاماً ، وبصفتك مهاجر للسويد أنت تحتاج فترة عمل 40 عاماً لكي تستطيع الحصول على معاش تقاعدي كامل ، في كل الأحوال العمل في السويد يعني المهارة والجهد والدقة كالساعة ….
عمل طويل.. ومخاطر متفاوتة
الباحث وعالم الاجتماع رولاند باولسن أوضح في تصريحات لراديو السويد (SR Ekot) أن هذا الرقم يحمل في طياته أبعادًا مزدوجة؛ فمن جهة يعني ذلك زيادة في إيرادات الضرائب ودعماً للنظام الاجتماعي، لكنه في المقابل يطرح تحديات كبيرة تتعلق بالعدالة.
فالوظائف التي لا تتطلب مجهودًا جسديًا كبيرًا قد تتيح لأصحابها الاستمرار في العمل لسنوات أطول، بينما المهن المرهقة بدنيًا – مثل قطاع الرعاية الصحية الذي يعاني من نقص الكوادر – تجعل من الصعب على العاملين الاستمرار في العمل لذات المدة.
السويد: نموذج دقيق للحياة اليومية
وبصفتي مهاجرًا مقيمًا في السويد، أجد أن هذا الواقع يعكس “النموذج السويدي للحياة”:
- العمل بدقة يومية كعمل الساعة، تبدأ صباحًا بالالتزام والانضباط.
- العودة إلى المنزل مساءً، حيث التسوق والراحة ثم النوم استعدادًا ليوم جديد بنفس الإيقاع.
- في المقابل، يتيح النظام السويدي فترات عطلة سنوية وصيفية منظمة، تُمكّن الفرد من الاستمتاع مع العائلة والسفر والسياحة.
- كل هذا يتم في إطار مجتمع يوفر دخلًا ثابتًا، رفاهية، وأمانًا اجتماعيًا، لكن بشرط أساسي: الالتزام بالعمل المستمر والدقيق.
من المهد إلى اللحد “كساعة سويدية”
النموذج السويدي يمكن وصفه بأنه من المحيا إلى الممات كعمل الساعة: حياة منظمة، إنتاجية عالية، ومجتمع مستقر. لكن السؤال يبقى: هل يمكن للجميع – خاصة في المهن المجهدة – أن يواصلوا على هذا النمط لنحو 43 عامًا؟