
السويد تشتري أكثر من إسرائيل: زيادة 50% في الاستيراد. وازدواجية تعامل بين غزة وأوكرانيا
بينما تصنّف السويد استجابتها لحرب روسيا على أوكرانيا بأنها صارمة حتى حد المقاطعة، شهدت خلال عام 2024 ارتفاعًا غير متوقع في الاستيراد من إسرائيل، بنسبة تقارب 50% مقارنة بـ2023. هذه الزيادة تتناقض بشدة مع الخطاب السياسي الحاد الذي اصدرته ضد أعمال إسرائيل في غزة.
أرقام الاستيراد: من 17 إلى 23 مليار كرونة
بحسب بيانات هيئة الإحصاء السويدية والتقارير الرسمية:
- ارتفع إجمالي قيمة البضائع المستوردة من إسرائيل من نحو 1.7 مليار كرونة في 2023 إلى حوالى 2.3 مليار في 2024 (tradingeconomics.com).
- كما ارتفعت خدمات من إسرائيل بنفس النسبة تقريبا، مما يعكس اتجاهًا تجاريًا كاملاً نحو تعزيز الروابط الاقتصادية.
مقارنة لافتة: روسيا أم إسرائيل؟
عندما غزت روسيا أوكرانيا في 2022، اتخذت السويد مقاطعة فورية للبضائع الروسية، بل طالبت بفرض عقوبات على قطاعات واسعة. ولكن في حالة إسرائيل، وبينما تستمر الاتهامات بجرائم حرب في غزة، لم ينعكس هذا الخطاب في قرار بشأن المقاطعة. بل على العكس، انعكس في الأرقام بزيادة واضحة في التبادل التجاري.
خبير السياسة: استغراب من الغياب السياسي للمقاطعة
أندرس بيرشون، باحث من جامعة لينيوس، وصف ارتفاع الواردات بأنه “مثيرة للدهشة”، معتبرًا أنها غابت تمامًا عن الانتباه السياسي والرأي العام . وأضاف أن النقاش حول دور المستهلك السويدي تجاه إسرائيل يكاد يكون شبه غائب، رغم أن مظاهرات دعماً لفلسطين كانت الأكبر في البلاد قبل سنوات.
مجال آخر ارتفع: المعدات العسكرية
رغم أن التراخيص ليست ضخمة من حيث قيمتها، إلا أن صادرات السويد من تجهيزات مثل أنظمة الإنذار ومكافحة الحرائق، وحتى معدات متقدمة موجهة لأغراض أمنية، تضاعفت بمقدار خمس مرات في 2024 مقارنة بـ2021—وهو ما رآه البعض مقلقًا خصوصًا في ظل الحرب الجارية .
الخلاصة: تناقضات سياسية وتجارية واضحة
تطرح الأرقام السابقة تساؤلات جدية حول التناقض بين السياسة الخارجية السويدية وشعبية التصريحات، من جهة، والسلوك التجاري، من جهة أخرى. السويد التي شدت الخناق على التجارة مع روسيا، فتحت الأبواب أمام استيراد موسع من إسرائيل رغم أصوات المعارضة المستمرة في الداخل الأوروبي.