
الســـويد ترفض طلباً من المفوضية الأوروبية لاستقبال جرحى غزة .. والسبب؟
الخميس 1 أغسطس 2025 –
رفضت الحكومة السويدية طلبًا من المفوضية الأوروبية يقضي باستقبال مدنيين جرحى من قطاع غزة، رغم تدهور الوضع الإنساني في القطاع واستمرار العدوان الإسرائيلي. وفي الوقت نفسه، عبّرت عن تأييدها لتجميد الاتفاق التجاري بين الاتحاد الأوروبي وإسرائيل كوسيلة للضغط السياسي.
رفض استقبال الجرحى.. “أفضل دعم هو في الميدان”
في تصريحات أدلت بها وزيرة الخارجية السويدية ماريا مالمير ستينرغارد، أوضحت أن السويد ترى أن المساعدة الإنسانية تكون أكثر فاعلية إذا قُدمت على الأرض من خلال منظمات تعمل داخل القطاع أو في الدول المجاورة، بدلاً من استقبال المصابين داخل الأراضي السويدية.
الوزيرة لم توضح الأسباب الصحية أو اللوجستية لهذا الرفض، وهو ما أثار تساؤلات حول دوافع القرار، خاصة وأن دولًا أوروبية أخرى مثل بلجيكا وإيرلندا وإسبانيا وافقت على استقبال الجرحى ضمن إطار المبادرة الأوروبية.
انتقادات لرفض الاستقبال وسط دعم سياسي لمقاطعة إسرائيل
ورغم رفض استقبال الجرحى، تؤكد السويد دعمها لمطالب تجميد الشق التجاري من اتفاق الشراكة بين الاتحاد الأوروبي وإسرائيل، معتبرة أن الضغط الاقتصادي الجماعي قد يكون وسيلة للحد من الانتهاكات في غزة.
الوزيرة أوضحت أن السياسة التجارية ليست من اختصاص الدول منفردة، بل تُدار على مستوى الاتحاد الأوروبي، وهو ما يُصعّب على الدول تبني إجراءات فردية مثل قرار أيرلندا بوقف استيراد منتجات المستوطنات.
تعليق تمويل الأونروا.. واستمرار الحذر في اتخاذ مواقف تصعيدية
الحكومة السويدية لا تزال متمسكة بقرارها بتجميد تمويل وكالة الأونروا منذ ديسمبر 2024، في خطوة تتماشى مع الموقف الأميركي، مبررة ذلك بـ”عدم قدرة الوكالة على ممارسة مهامها داخل غزة نتيجة قرارات إسرائيلية”.
ورغم إعلان دعمها لفكرة فرض عقوبات على شخصيات إسرائيلية متشددة، لم تتخذ السويد بعد أي خطوات فعلية مثل إسبانيا التي أوقفت تصدير الأسلحة لإسرائيل، مؤكدة أن مثل هذه الإجراءات يجب أن تُتخذ بشكل جماعي ومنسق دوليًا.
هل تعاني السياسة السويدية من ازدواجية؟
الرفض السويدي لاستقبال الجرحى الغزيين، مع الترويج في الوقت نفسه لاتخاذ مواقف “أشد” ضد إسرائيل، يطرح تساؤلات لدى مراقبين وناشطين بشأن ازدواجية المعايير في التعامل مع الأزمة.
فمن جهة، تُظهِر الحكومة السويدية رغبة في زيادة الضغط السياسي على تل أبيب، لكنها من جهة أخرى تتنصل من إجراءات إنسانية مباشرة يمكن أن تُحدث فرقًا في حياة المدنيين، مثل استقبال المصابين للعلاج.
قراءة في الموقف
- السويد تتحرك بحذر وسط توازن حساس بين التزاماتها الأوروبية وعلاقاتها الدولية.
- ترفض اتخاذ خطوات أحادية لكنها تُظهر توافقًا سياسيًا مع الانتقادات الموجهة لإسرائيل.
- تُفضّل دعم الجهود الإنسانية “عن بُعد” بدلاً من التدخل المباشر داخل حدودها.
المصدر:
التلفزيون السويدي SVT – تقرير منشور بتاريخ 1 أغسطس 2025
رابط: https://www.svt.se/nyheter/utrikes/sverige-sager-nej-till-att-ta-emot-skadade-fran-gaza