
السويدي “يوناس” بعد 4 سنوات من البطالة و150 طلب عمل قرر الاستسلام والتقاعد!
بعد أربعة أعوام من البحث المستمر عن وظيفة، قرر السويدي يوناس هولتنهايم البالغ من العمر 62 عاماً من مدينة هلسنغبوري جنوب السويد الاستسلام و إلى إنهاء حياته المهنية مبكراً، بعدما قدّم ما يقارب 150 طلب توظيف و4 سنوات ونصف من البطالة المستمرة من دون أن يظفر بأي فرصة عمل، رغم خبرته الطويلة ومناصبه السابقة في مواقع قيادية داخل قطاع تجارة المواد الغذائية.
السويدي يوناس هولتنهايم – أوضح في حديث لصحيفة داغينس نيهتر أن بطالة 5 سنوات وخروجه المبكر من سوق العمل كلّفه ما يقرب من ملايين الكرونات كان يمكن أن يحصل عليها لو استمر في العمل حتى بلوغه 64 عاماً أي 8 سنوات من العمل والدخل ضاعت، سواء عبر الرواتب أو المساهمات التقاعدية. وقال إن سنوات البحث عن عمل كانت مرهقة على المستويين الاجتماعي و النفسي والمالي، مؤكداً أنه كان يمتلك الكثير ليقدّمه للشركات، لكن أحداً لم يقدّر قيمة خبرته.
ورغم سيرته الذاتية القوية التي تضمنت مناصب بارزة مثل مدير لوجستي مسؤول عن 600 موظف في سلسلة “إيكا” ومدير لوجستي آخر في شركة بيرغندال، فإن محاولاته لم تثمر سوى بسبع مقابلات عمل فقط. حتى في هذه الحالات، واجه حججاً متكررة مثل أنه “مؤهّل أكثر مما تحتاجه الوظيفة” أو “يفتقر إلى خبرة في المبيعات المتطورة الحديثة”. كما أنه كان يقوم بتخفيض توقعاته بشأن الراتب للنصف.. ولكن لم يغير شيئاً، كما اعتبر أن الدعم الذي تلقّاه من مكتب العمل السويدي ومجلس الأمان الوظيفي لم يكن عملياً أو فعالاً ولا قيمة له …

قضية تعيد الجدل حول التمييز العمري! وصعوبة سوق العمل السويدي حتى مع السويديين ذو الخبرة!
قصة هولتنهايم أثارت من جديد مسألة التمييز ضد كبار السن في سوق العمل السويدي. القضية ازدادت جدلاً بعد تصريحات مثيرة من رئيس مجلس إدارة شركة القطارات SJ، حين برّر إقالة المديرة التنفيذية مونيكا لينغيغورد البالغة 63 عاماً بالحاجة إلى قيادة تستطيع الاستمرار لسنوات قادمة، وهو ما اعتبر إشارة صريحة إلى عامل العمر.
و عبّر هولتنهايم عن أسفه قائلاً إنه كان لا يزال قادراً على العطاء وخدمة قطاع الأعمال بخبرته الطويلة، لكن الشركات وسوق العمل السويدي لم ترَ أي قيمة لذلك، فسوق العمل أصبح صعب وهو ما ترك لديه شعوراً عميقاً بخيبة الأمل وقرر الاستسلام وانهاء حياته المهنية بالتقاعد المبكر.