
السويدية غريتا: لا أتربح من نشاطي. تبرعت بكل جوائزي ولن اتراجع رغم حملات التشويه
صرّحت الناشطة البيئية السويدية غريتا تونبرغ، البالغة من العمر 22 عاماً، أن نشاطها لا تحكمه المصالح ولا تقف خلفه أي أجندات سياسية أو تمويل خفي كما يروّج البعض، مشددة على أنها لا تسعى إلى الربح الشخصي ولا تملك مصادر ثروة، بل تعيش في وضع مالي متواضع وتعتمد في تمويل تحركاتها على قرض الدراسة الذي تقدمه هيئة الدعم الدراسي السويدية CSN مثلها مثل أي طالب جامعي.
وأوضحت في حديث صحفي أنها، ورغم شهرتها العالمية، لم تسمح لنفسها بتحويل قضايا البيئة إلى وسيلة للكسب، مؤكدة أن طريق المال مفتوح أمام من يرغب في المتاجرة بالمبادئ واستغلال الأضواء، لكنها لا تنتمي إلى هذا المسار ولا ترغب فيه، حتى إن كان ذلك يعني التعرض للهجوم أو التشويه أو التهميش من قبل الإعلام والسياسيين. وقالت بلهجة واضحة إن ما يشعل حماسها ليس الثروة بل الإحساس بالمسؤولية تجاه كوكب ينهار ومظلومين تُسلب حقوقهم تحت صمت العالم.
غريتا أشارت أيضاً إلى أنها تتلقى أحياناً دعوات للحديث في مؤتمرات، لكنها لا تقبل أي مقابل مالي، وتكتفي بطلب تغطية تكاليف التنقل بالقطار فقط. أما الجوائز المالية وعائدات الكتب والأفلام التي شاركت فيها، فقد تخلت عنها جميعاً لصالح مبادرات إنسانية وبيئية. حتى مشاركتها في “قافلة أسطول الحرية لغزة” لم تُموَّل من جهات خارجية، بل من تبرعات قامت الحملة بجمعها ومن جهود متطوعين تفرّغوا للمهمة دون مقابل.
وتحدثت عن تجربتها القاسية خلال احتجازها لخمسة أيام في سجن إسرائيلي بعد مشاركتها في القافلة، حيث تعرضت — بحسب قولها — للركل والإهانة ومنع المياه عنها، معتبرة أن الصمت عن معاناة المدنيين في غزة خيانة أخلاقية لا يمكن التعايش معها.
وتعيش غريتا اليوم في سكن جماعي بالقرب من ستوكهولم مع مجموعة من النشطاء، بعد أن درست لفترة في جامعة ستوكهولم تخصص التنمية العالمية قبل أن تتفرغ بالكامل لقضايا البيئة والعدالة الإنسانية. بالنسبة لها، الطريق واضح: لا مقايضة على المبادئ، ولا انحناء أمام الضغط مهما حاول البعض دفعها إلى مسار أكثر راحة وربحاً.