الحكومة السويدية تنشر أكثر من 10 آلاف شرطي في شوارع وساحات المدن لفرض واستعادة الأمن
7/7/2025
شهدت السويد خلال عامي 2024 و2025 واحدة من أكبر عمليات نشر للشرطة في تاريخ البلاد، حيث دفعت السلطات الأمنية بأعداد ضخمة من عناصرها إلى الشوارع والساحات العامة، ونشرت الدوريات المتنقلة والثابتة من أقصى الجنوب إلى الشمال، مروراً بالغرب والشرق، في محاولة واضحة لتعزيز الأمن ومواجهة تصاعد الجريمة المنظمة.
بحسب الإحصاءات الرسمية التي حصلت عليها وكالة الأنباء السويدية TT، ارتفع عدد رجال الشرطة باللباس الرسمي المنتشرين في المهام الميدانية بنحو 1118 شرطيًا إضافيًا خلال 18 شهراً فقط، ليصل إجمالي عددهم إلى أكثر من 10,600 فرد، وهو رقم قياسي لم تسجله السويد من قبل في فترات زمنية قصيرة.
طفرة في الأعداد والانتشار الميداني
ستيفان هيكتور، نائب مديرة الشرطة الوطنية، وصف هذه الزيادة بأنها “غير مسبوقة”، مشيراً إلى أنها تمثل نموًا بنسبة 12% في عام ونصف فقط، وهو ما يُعتبر أكبر توسع في عدد أفراد الشرطة الفاعلين في تاريخ الجهاز.
الزيادة الأكبر كانت ضمن أقسام التدخل السريع ووحدات الوقاية من الجرائم، حيث أضيف 800 شرطي جديد إلى هذه الفرق. كما شهدت الشرطة المحلية، التي تُعنى بالتواصل المجتمعي والعمل الوقائي، زيادة بـ169 شرطياً، فيما جرى تعيين عناصر إضافية في إدارات المرور ومدربي الكلاب والخدمات الداعمة.
مهمة واضحة: مزيد من الشرطة في الشارع
بيترا لوند، مديرة الشرطة الوطنية التي تولت منصبها بتكليف مباشر من الحكومة في العام 2023، أكدت أن الخطة الأساسية التي تم العمل عليها تتمثل في زيادة الوجود الشرطي في الشارع، وتوجيه التركيز نحو الحضور المحلي الفعال. وأضافت:
“هؤلاء الشرطيون لا يعملون فقط على الوقاية من الجرائم، بل يسهمون في تعزيز الإحساس بالأمان والتواصل مع المواطنين، والكشف عن الجرائم اليومية التي تم إهمالها في السابق”.
وتُعتبر العودة إلى الشرطة المجتمعية أحد المحاور الرئيسية في استراتيجية الأمن الوطني، بعد سنوات من التركيز المكثف على جرائم العصابات الخطيرة مثل إطلاق النار والتفجيرات.
الحكومة تسعى للاقتراب من متوسط الاتحاد الأوروبي
حالياً، تبلغ كثافة الشرطة في السويد نحو 225 شرطياً لكل 100 ألف نسمة، وهي نسبة أقل من المعدل العام في دول الاتحاد الأوروبي، والذي يتراوح بين 330 و340 شرطياً لكل 100 ألف نسمة. هذا يعني أن السويد تحتاج لـ10 ألف شرطي إضافي- ولكن لم يتم بعد تحديد هدف زمني واضح لبلوغ النسبة الأوروبية. وقالت لوند:
“إذا أردنا الاقتراب من متوسط الاتحاد الأوروبي، فإن الأمر سيستغرق على الأرجح نحو عشر سنوات”.
هدف سنوي: ألف شرطي جديد على الأقل
وضعت الشرطة هدفًا واضحًا للمرحلة القادمة يتمثل في إضافة ما لا يقل عن ألف شرطي جديد كل عام، من بينهم 850 في الخدمة الميدانية الفعلية. ويأتي هذا التوجه في ظل تنامي التحديات الأمنية، خصوصًا في المناطق التي تنتشر فيها الجريمة المنظمة والعنف المرتبط بالعصابات.
Hur många poliser i 2025? –
