
الادعاء العام السويدي يطالب بعقوبة سجن 12 عاماً للسوري “فارس العبدالله” بتهمة الإرهاب
في تطور قضائي لافت داخل السويد، تقدّم الادعاء العام بطلب إصدار حكم قاسٍ لا يقل عن اثني عشر عاماً بحق الشاب السوري الأصل فارس العبدالله، البالغ من العمر 18 عاماً، بعد اتهامه بالتجهيز لتنفيذ هجوم إرهابي خلال فعاليات مهرجان الثقافة في قلب ستوكهولم الصيف الماضي. وجاء هذا الطلب بعد أن أقرّ “فارس العبدالله” به بارتكاب جريمة الإعداد لعمل إرهابي، وفق ما كشفه راديو Ekot. وأفاد المدعي العام هنريك أولين أن العقوبة قد تتغير فقط في حال قررت المحكمة إحالته للرعاية النفسية المغلقة، مشيراً إلى أن المتهم سيخضع الآن لفحص طبي شرعي لتحديد حالته العقلية ومعرفة ما إذا كان قادراً على تحمل المسؤولية الجنائية الكاملة.
خلفية المتهم ومسار التحقيقات
تشير سجلات السلطات إلى أن العبدالله، المعروف بلقبه “ليل فارس” (Lill-Faris)، حصل على الجنسية السويدية في صيف عام 2021، بعد أن انتقلت أسرته إلى السويد عام 2018 قادمة من سوريا، حيث ولد.
وتُظهر وثائق التحقيق أن المتهم كان يجهّز لتنفيذ تفجير انتحاري وسط حشود مهرجان العاصمة، بعدما تبنى فكر تنظيم داعش، مقتنعاً بأنه سيُنفّذ العملية تحت مبدأ “الشهادة”. إلا أن الشرطة كانت قد بدأت مراقبته منذ وقت مبكر، مستفيدة من عملية استخباراتية بالغة التعقيد.
فقد تمكن عميل سري من التسلل إلى الدوائر الرقمية التي كان يتواصل ضمنها المتهم، وادعى مشاركته للفكر نفسه، ما أتاح جمع معلومات تسمح بإحباط الخطة قبل تحقيقها.
اعترافات ومحتوى خطير
وخلال المحادثات التي دارت بين العبدالله والعميل السري، أدلى الشاب بتفاصيل صريحة حول نياته، مؤكداً شراءه كاميرا GoPro من أجل تصوير العملية، كما سجّل مقطعاً يعلن فيه مبايعته للتنظيم المتطرف. وتبادل الطرفان رسائل تتعلق بطريقة تصنيع المتفجرات واللحظة التي خطط فيها لتنفيذ التفجير، وكان يسأل بأسلوب بارد:
“هل سأشعر بجسدي عندما ينفجر؟”
فيأتيه الرد المحفّز من العميل السري الذي ينتحل شخصية متطرف.</strong
وخلال المداهمة، صادرت الشرطة صوراً ومقاطع فيديو داخل هاتفه، يظهر في بعضها حاملاً أسلحة ويرتدي ملابس سوداء على طريقة التسجيلات الدعائية لداعش، إضافة إلى صور التقطها لنفسه وهو يخفي ملامحه ويجرب أوضاعاً قتالية.
وفي إحدى الرسائل التي وجدتها الشرطة كتب المتهم:
“تخيّل أن تنهمر القنابل فوقهم فجأة… يضحكون ويرقصون ثم: بوم بوم بوم!”
حياة مزدوجة داخل مركز الرعاية
كان الشاب يقيم في مركز لرعاية القاصرين HVB-hem، حيث وصفه العاملون بأنه لطيف وهادئ، لكن بعضهم لاحظ فترات كان يدخل فيها بحالات من الانعزال والحزن. وقال أحد الموظفين في التحقيقات:
“لم يخطر ببالي يوماً أن هذا الفتى الصغير الذي كنا نعتبره واحداً منا يمكن أن يتورط في مخطط بهذا الحجم.” ورغم الكم الهائل من الأدلة، ما يزال العبدالله ينكر نيته تنفيذ أي هجوم فعلي.
التهم الموجهة إليه
وفقاً للائحة الاتهام الرسمية، يواجه العبدالله سلسلة من الجرائم الثقيلة:
- التورط في محاولة قتل أو التخطيط لقتل أثناء وجوده في ألمانيا عام 2024.
- الانتماء إلى تنظيم إرهابي خلال الفترة الممتدة من يناير 2024 إلى فبراير 2025.
- الإعداد لعمل إرهابي في مقاطعتي Skåne و Stockholm خلال عامي 2024 و2025.
- التحضير لجرائم مرتبطة بالمتفجرات والمواد شديدة الخطورة.
كما تُوجَّه اتهامات لشاب آخر يبلغ 17 عاماً، يعتقد أنه تعاون معه في السويد وألمانيا.
كيف تم إفشال الهجوم؟
تقول النيابة إن العملية نجحت بفضل متابعة استخباراتية تمت بالتنسيق مع جهات أمنية أوروبية، حيث نجح العميل السري في جمع بيانات دقيقة عن توقيت الهجوم ومكانه، ما أتاح للشرطة التحرك قبل وقوع أي كارثة.









