
أوكيسون يعتذر ليهود السويد عن ماضي حزبه ضدهم. ويهاجم المهاجرين ونشر “الإسلاموية”
24/6/2025
في خطاب اليوم في فعلية أسبوع ألميدالين لجيمي أوكسون الذي بدا متوازنًا ظاهريًا، لكن مشحونًا برسائل مزدوجة، قدّم زعيم حزب سفاريا ديمقارطنا (SD) جيمي أوكيسون اعتذارًا رسميًا للجالية اليهودية في السويد، مشيرًا إلى المواقف العدائية تجاه السامية التي ارتبطت ببدايات الحزب. جاء ذلك في سياق الحديث عن “الكتاب الأبيض” الذي أعدّه الحزب لتوثيق تاريخه، والمتوقع نشره خلال أسبوع ألميدالين.
وقال أوكيسون إن معاداة السامية لا مكان لها في السويد، مؤكدًا التزام حزبه بمحاربتها بشكل صريح، وهو ما اعتبره مراقبون محاولة لإعادة تقديم الحزب بصورة أكثر قبولًا في الأوساط السياسية والثقافية الغربية، خصوصًا بعد عقود من ارتباطه بخطابات متطرفة.
لكن وفي السياق ذاته، انتقد جيمي أوكسون المهاجرين من خلفيات إسلامية، حيث وجّه انتقادات حادة لما وصفه في وقت سابق من خطابه بـ”نشر الإسلاموية” في السويد، متهمًا الحكومات الاشتراكية السابقة بفشل ذريع في سياسات الدمج والتسامح. واستحضر أوكيسون لغة حادة في خطابه حين أشار إلى أن “السويديين لم يطلبوا أبدًا أن يُفرض عليهم نمط حياة مستورد من العصور الوسطى القادمة من دول أخرى”، في إشارة غير مباشرة إلى القيم الإسلامية التي يراها دخيلة على المجتمع السويدي.
هذه الازدواجية في الخطاب، بين التودد العلني لليهود ومحاولة تصحيح الصورة، وبين التحذير الضمني من “الخطر القادم من الشرق”، تعكس استراتيجية اتبعها الحزب مؤخرًا: التصالح مع مجموعات محددة ذات حضور سياسي أو إعلامي مؤثر، مقابل تأجيج القلق الشعبي من شرائح مهاجرة أخرى، خصوصًا من أصول عربية أو مسلمة.
كما لم يُخفِ أوكيسون موقفه من الصراع في الشرق الأوسط، إذ اعتبر أن “ما تقوم به إسرائيل دفاع مشروع عن النفس”، ويرى محللون أن خطاب أوكيسون لا يعكس فقط محاولة لإعادة صياغة هوية حزبه، بل أيضًا يضعه على مسار انتقائي في بناء “تحالفات الهوية”، حيث يُعاد تعريف العدو والصديق وفق انتماءات دينية وثقافية، لا على أساس المواطنة المشتركة.