
أماني مهاجرة سورية في السويد ترحب ببرنامج العودة الطوعية لمن فشل بالاندماج
ابتداءً من العام القادم ستشهد السويد تغييراً جذرياً في بدل العودة الطوعية للأشخاص الراغبين في مغادرة البلاد نهائياً. فالمبلغ الذي كان سابقاً 10 آلاف كرون للفرد سيرتفع إلى 350 ألف كرون لكل شخص بالغ و 25 ألف كرون لكل طفل، مع سقف يصل إلى 500 ألف كرون للزوجين و 600 ألف كرون للعائلة كاملة.
هذا الدعم الجديد موجّه للأشخاص الحاصلين على إقامات لأسباب إنسانية أو حماية، ويرغبون في العودة إلى بلدهم الأصلي أو إلى بلد آخر يملكون فيه حق الإقامة.
في حوار مع القسم العربي في الإذاعة السويدية، أوضح المدير القانوني في مصلحة الهجرة كارل باكسيليوس أن القرار يحمل طابعاً سياسياً في طريقة تصميمه، واستوُحي جزئياً من التجربة الدنماركية. وأضاف أن الفكرة تقوم على موازنة هدفين أساسيين:
- منح اللاجئ أو صاحب الإقامة الإنسانية حافزاً مالياً قوياً يساعده على بدء حياة جديدة بعد العودة.
- ضمان عدم إساءة استخدام الأموال ومنع صرفها دون تنفيذ العودة بالفعل.
آراء المقيمين: انقسام بين مؤيد ورافض
استطلاع للرأي أجرته “إنديكتور أوبينيون” و “يارفيكن” أظهر انقساماً واضحاً:
- 39% من ذوي الخلفية الأجنبية في المناطق الهشة ينظرون بإيجابية لرفع بدل العودة.
- 30% منهم يعارضون القرار.
- في باقي مناطق السويد انخفض التأييد إلى 27% مقابل 38% رافضين.
- أما المقيمون منذ أقل من خمس سنوات في المناطق الهشة فبلغت نسبة المؤيدين بينهم 46%.
كما كشف الاستطلاع أن أعلى نسب التأييد جاءت بين ناخبي ديمقراطيو السويد و المسيحيون الديمقراطيون، بينما كانت أقل نسبة دعم بين ناخبي اليسار و حزب البيئة.
أصوات من المجتمع: بدل العودة فرصة لا عقوبة
أماني، وهي سورية تعيش في السويد منذ سنوات، ترى أن هذا البدل يمثل خياراً مهماً لبعض الأشخاص، بشرط ألا يكون القرار تحت أي ضغط.

وتقول:
“ما دام الأمر اختيارياً وليس إجبارياً، فأنا لا أرى فيه أي مشكلة. هناك كثيرون وصلوا السويد ولم يمتلكوا القدرة النفسية أو الجسدية للاندماج—لا في العمل، ولا في المجتمع، ولا حتى في المدرسة. بالنسبة لهؤلاء، قد يكون هذا المبلغ فرصة للعودة أو للبدء من جديد في مكان آخر.”
وتؤكد أماني أن بدل العودة ليس عقوبة، بل “باب خروج كريم لمن حاول الاندماج ولم يتمكن”، وترى أنه خطوة إيجابية من الدولة:
“أفضل من أن يعود الشخص إلى بلده بلا شيء، ويبدأ من الصفر. هذا الدعم يحسب للسويد لأنه يساعد الناس على العودة دون أن يشعروا أنهم خرجوا خالي الوفاض.”









