المركز السويدي للمعلومات
لدعم الهجرة واللجوء في اوروبا والسويد

سوق العمل الأسود في السويد مزدهر للباحثين عن العمل مع المساعدات وعمال بدون ضرائب

قال التلفزيون السويدي ان سوق العمل بالأسود في نهاية2021  كان مزدهر ، ووصلت  قيمته 20 مليار كرونة سنويا …فسوق العمل بالأسود في السويد للجميع ، للمواطن ولمن يحمل إقامة ويريد يحتفظ بالمساعدات ، ولطالب اللجوء ، والمهاجرين غير الشرعيين ، واللاجئين المرفوضين ، ومواطني ومقيمين دول أوروبية أخرى ..الجميع يبحث عن فرصة للعمل وغالبا يجد العمل الأسود أمامه .




بعد اكثر من عامين من وصوله للسويد والبحث عن فرصة عمل مناسبة في السويد  بدأ اللاجئ ” عماد ”  البالغ من العمر 30 عاماً، عمله لدى سيدة عربية، تمتلك شركة تنظيف في السويد.



عثر اللاجئ السوري على هذا العمل عن طريق صديق له، كان يعمل في الشركة ذاتها. عمل عماد نصف الوقت بشكل قانوني والنصف الآخر بشكل غير قانوني، أو كما يسمى “عمل بالأسود”.




وهي تسمية متعارف عليها للعمل الذي لا يدفع عليه العامل ولا رب العمل ضرائب ولا تخصم منه الاستقطاعات المعتادة كالتامين الصحي والتأمين التقاعدي وغيرهما.

وذكر الشاب السوري  “معظم العاملين في الشركة، والذين يبلغ عددهم حوالي مئتي عامل، هم من اللاجئين السوريين وعراقيين وبعض الأفغان .

كل عامل عليه تنظيف عشرين غرفة ولا يُسمح له بالمغادرة حتى لو بقي إلى المساء. نعمل في ظروف شاقة ولا نملك تأمين صحي أو أي حق من حقوق العمال”.




 

 

من ضابط جيش إلى “العمل الأسود”

إلى حد اللحظة تشغل هذه السيدة، بالأخص اللاجئين، لأنه يسهل استغلال ظروفهم، كونهم جدد في السويد وليس لديهم إلمام بالقوانين المعمول بها في البلد، كما يقول الشاب السوري.




من كان يرفض العمل تحت هذه الظروف، كانت تطلب منه ترك العمل ببساطة، وهو الأمر، الذي حدث مع عماد، حين طالب بالحصول على عقد عمل قانوني، قُوبل بالرفض من قبلها، فما كان أمامه إلا ترك العمل بعد ثلاثة أشهر من المعاناة.



لا يجد عماد العمل المناسب له، كونه كان ضابط في الجيش السوري، والآن هو بصدد البحث عن فرصة عمل أفضل وأقرب إلى عمله السابق، مثل العمل في حراسة المؤسسات، لكنه يشعر أنه يسير نحو مصير مجهول، كما يقول: “لا أعلم حقيقة ما أفعل كما أن فرص العمل قليلة في المنطقة، التي أقطن بها والأجور منخفضة”.



بعد ثلاثة أعوام في السويد ولأن اللغة كانت أحد الأسباب التي دفعت به إلى القبول بالعمل في مثل تلك الظروف، قرر عماد التركيز على دراسة اللغة السويدية وإلى جانب ذلك يعمل لدى ربة عمل سويدية، لكنه بقي يواجه نفس الاستغلال، كما يقول.




اصطياد الضحايا عبر “فيسبوك”

هذا ما حدث بالفعل مع لاجئ اخر ، الذي فضل عدم ذكر اسمه أيضاً، إذ لم يستطع رفع دعوى قضائية ضد أحد أرباب العمل العرب المتواجدين في مدينة مالمو السويدية، والذي عمل لديه مدة عشرين يوماً من دون الحصول على أجرته، كما يقول الشاب  : “رأيت إعلان عمل على إحدى الصفحات على موقع التواصل الاجتماعي، فيسبوك”.






وأضاف الشاب قائلاً:” تواصلت مع الشخص الذي نشر الإعلان وأظهرت له رغبتي بالعمل وحددت معه موعد للمقابلة”.

 في اليوم التالي توجه الشاب إلى مدينة مالمو وبدأت قصة الاستغلال. طلب الشاب إبرام عقد عمل، فرفض صاحب العمل وعرض عليه العمل بشكل غير قانوني مقابل مبلغ زهيد، رفض اللاجئ وطالب بأجرة الأيام التي عملها، لكنه لم يحصل على أجرته.




لازال هذا الرجل يتبع نفس الأسلوب في استدراج العمال من اللاجئين واستغلالهم بنفس الطريقة، ويقول: “ضحاياه كثر واغلبهم لاجئين بدون إقامة – وهو مستمر في عمله وكل فترة يغير اسمه على الفيسبوك “وينشر إعلان عمل جديد”.



“وفاء”  فتاة لاجئة تروي قصتها مع العمل في السويد.

ترددت كثيراً لسرد قصتها، بسبب خوفها من رب عملها السابق، وتجربة العمل القاسية، التي مرت بها، وعن هذه التجربة تقول وفاء : “تجربتي الأولى كانت مع صاحب عمل من جنسية عربية، كان يعاملني بطبقية ناهيك عن الإهانات والسب والشتم على أتفه الأسباب”.

مهاجرات تعرضن للعمل الأسود للحصول على المال

وتضيف  وفاء: “كنت أعمل في ظروف قاسية للغاية ومهما قلت لن أستطيع وصفها”.




اليوم تعمل وفاء لدى عربي آخر، لكنه يتعامل معها بشكل جيد: “يعاملني باحترام وأخلاق عالية ويقدم لنا كل ما نحتاجه من أكل وشرب من دون مقابل، على عكس صاحب العمل السابق، الذي كان يمنع عنا الراحة والأكل والشرب ويعاملنا بمنتهى الاحتقار”.



وأحصى تقرير لحقوق الإنسان، عدة قطاعات، تشهد استغلال العمال المهاجرين في السويد من بينها قطاع صناعة اللحوم والمطاعم والافران ، والخدمة المنزلية والتنظيف. 
أما عن أسباب هذه الظاهرة، فذكر التقرير العديد منها أيضاً، مثل عدم إجادة اللغة وجهل الحقوق القانونية، إلى جانب قلة فرص العمل لبعض المهاجرين .

 .