مهاجرين يحملون مؤهلات “مُعلم” ورغم ذلك لا يتم توظيفهم في المدارس السويدية
تعاني مدارس السّويد من نقصٍ في الأساتذة من حاملي رخصة التدريس السويدية ومع هذا فإن العديد من المدرِّسِين المتخرِّجين حديثاً يلاقون صعوبةً في الحصول على عمل. وكذلك المهاجرين الذين يحملون مؤهلات مُعلم من دولهم ورخصة تدريس سويدية لديهم صعوبة في الحصول على عمل دائم ، فما هو سبب اامتناع المدارس عن توظيفهم بشكل دائم .؟
مرام هي من المعلِّمات اللواتي تخرجن حديثاً وعن تجربتها تقول:
تخرجت وأخذت رخصة المُعلم السويدية في السابع عشر من كانون الأول/يناير، وبعدها بدأت بإرسال طلبات إلى كل المدارس، إذ أملك إلى الآن حوالي 420 طلب لكل المدارس، ومن بين هذه الطلبات تم الاستجابة إلى طلبَين اثنين فقطواستُدعيت لإجراء المقابلة، حيث ذهبت إلى أحدهما اليوم، وسأُقابل في الأسبوع القادم الموعد الثاني ولا أعرف لماذا لا زالت فرص الحصول على وضيفة مُعلم صعبة وربما مستحيلة ؟.
ووفقاً للاحصائيات الرسمية في السويد / قد تكون هناك حاجةٌ إلى خمسٍ وأربعين ألف مدرِّس ومعلِّم جدد في الأعوام الأثني عشر القادمة لتغطية النقص في الأساتذة المؤهّلين الذي تعاني منه مدارس السّويد، هذا وفق تقييمٍ أجراه مركز الإحصاء المركزي الـSCPفي عام 2019، لكن مع هذا لا يزال تحدي إيجاد وظيفة قائماً بالنسبة لمرام، وهو اسمٌ مستعار تستخدِمه لأسبابٍ شخصية.
مرام تخرجت في بداية هذا العام من برنامج أولف للأساتذة الأجانب لاستكمال دراستهم وتعديل شهاداتهم لتصبح مقبولةً في السّويد، وعند دخولها في هذا البرنامج كانت تتوقع حصولها على وظيفةٍ كمعلِّمة بعد إنهائها دراستها التكميلية التي استمرت لعامين، ولكن الواقع كان مخالفاً لتأملاتها.
– ما هي تأملاتك قبل دراستكِ وحصولك على رخصة المُعلم السويدية؟
– كنت متأملة أن أجد عمل فور انتهائي من دراستي، وأشعر بأنه بعيد جداً هذا الأمل، إذ أخبرونا عند دخولنا هذا البرنامج ، أنّ اختيارنا هو الطريق الصحيح والسريع لدخول سوق العمل.
وعند سؤال يوهانا يارا أوستراند رئيسة نقابة المعلمين حول صعوبة إيجاد عمل في التدريس بالرغم من النقص في عدد المدرسين، أجابت بما يلي:
يتواصل الكثير من المدرِّسين المتخرجين حديثاً معنا متسائلين فيما إذا كان هناك حقاً نقصٌ في الأساتذة لأنهم تقدَّموا بطلبات عمل كثيرة دون الحصول على شيء، وأنا أفهم الارتباك والإحباط لدى كل هؤلاء الأساتذة، صحيحٌ أنّ هناك نقصٌ في المدرِّسين، ولكنّه ليس في كل مكان ولا يشمل جميع المواد، وقد يحدث أن لا يحصل المرء على عمل بالقرب من مكان إقامته،.
وتؤكد يوهانا يارا أوستراند رئيسة نقابة المعلمين إن كان الشخص على استعداد للانتقال فغالبا سيجد عمل بشكل أسرع ، في الوقت نفسه يفتقر عُشر العاملِين في قطاع التدريس اليوم إلى الخبرة والتجربة والتدريب وايضا المؤهلات الدّراسيّة المطلوبة ، ولذلك فمن الأوفر للمدارس أخذ معلمِين ليسوا مؤهَّلين دراسياً بعقود عمل مؤقتة وليست دائمة.
توجد مؤشرات أنّ هناك أرباب عمل يفكرون ويتصرفون بهذا الشكل وهو التوفير وتوظيف مُعلمين بعقود مؤقتة، ولكن القانون لا يسمح بتثبيت معلمِين ممن لا يملكون مؤهلات دراسيّة مناسبة، حيث يجب على رب العمل الإعلان عن الوظائف وفعل ما بوسعه من أجل الحصول على متقدمين مؤهَّلين مع إمكانية توظيف أساتذة ممن يحملون رخصة التدريس بدون مؤهلات جامعية ودورات وبرامج متخصصة .
الجدير بالذكر أن حصولك كمهاجر على رخصة مُعلم سويدية قد لا يكون كافي لإقناع مدير المدرسة بتوظيفك حيث يتم النظر إلى مؤهلك الجامعي الذي سيكون ربما مؤهل غير جامعي أو من جامعة خارج السويد وأوروبا وهذا يُضعف موقفك في التوظيف بعقد دائم
وتقوم مرام الآن بدراسة مواد جديدة لإضافتها لرخصتها في التدريس أي ، كما أنها تقوم بأعمالٍ مؤقتة بكتيك ، أملاً في أن تساعدها هذه الخبرة في الحصول على عملٍ ثابت.- مرام تخرجت من برنامج للمعلمين ذوي الشهادات من خارج السويد وتقدمت بطلبات عمل كثيرة واستدعيت إلى مقابلتين فقط.