تقارير

مهاجرون عرب فشلوا في الوصول للسويد وألمانيا “يضطرون للاستقرار” في تركيا !

يضطر كثير من المهاجرين إلى البقاء في تركيا بعد فشل مساعيهم لدخول أوروبا،لأغلبهم لديه أمال أن يصل لألمانيا والسويد ، للالتحاق بزملاء وأقارب ..أو كونه سمع أنهم الأفضل ! 

يصل المهاجرون إلى تركيا بنية دخول أوروبا عبر الحدود التركية اليونانية، لكنهم يفاجؤون في كثير من الأحيان بصعوبة ومخاطر تجاوز الحدود، ويضطرون للبقاء على الأراضي التركية لفترات طويلة، فتتحول تركيا من مجرد محطة في طريقهم إلى أوروبا إلى مستقر لهم ولعائلاتهم.




يعيش هؤلاء المهاجرون في حالة من عدم الاستقرار فيما يتعلق بمستقبلهم، ويواجهون مصاعب يومية من حيث إيجاد عمل وتسجيل أبنائهم في المدارس وتعلم اللغة. مراسلنا تواصل مع بعضهم، وعاد بهذه الشهادات.

وعند اضطرار المهاجرين للبقاء في تركيا، يشرعون بالبحث عن عمل ويسعون لتسجيل أبنائهم في المدارس، لكنهم يصطدمون بعوائق كثيرة ومتنوعة.




يقول خالد ، وهو مخرج فلسطيني من غزة يعيش هو وأسرته في تركيا منذ عام ونصف، إن “مهمة إيجاد عمل بشكل قانوني تعتبر شبه مستحيلة، اضطررت للعمل بشكل غير رسمي، وسجلت ابني (خمسة أعوام) في روضة سورية ليتقن اللغة العربية بشكل أساسي.”

“بعت منزلي وأثاث  منزلي في غزة، وأعيش الآن في وضع غير مستقر، خاصة في ظل الإشاعات التي تنتشر كل فترة حول إلغاء إصدار التأشيرات والإقامات السياحية. ماذا سنفعل في حال تحولت هذه المخاوف إلى حقيقة؟ لا أعلم.”




ومن الجدير بالذكر أن أعداد الفلسطينيين القادمين من غزة إلى تركيا قد تزايدت بشكل ملحوظ خلال العامين السابقين، فتركيا من الدول القليلة التي تعطي فلسطينيي غزة تأشيرات وإقامات سياحية بمبلغ لا يتجاوز الـ150 يورو، لكن هذه التأشيرات لا تسمح لهم بالعمل بشكل رسمي ولا حتى بالتنقل بحرية  .




من جانبه، قال محمود ، وهو فلسطيني آخر يعيش في تركيا منذ عامين التحقت به عائلته قبل عام تقريبا، كنت أريد الوصول للسويد ، ولكن لم استطيع عبور الحدود ،  “لا شك أن ظروف الحياة في تركيا أفضل بكثير من غزة، لكننا لا نرى مستقبلنا هنا. حاولت كثيراً أن أتعلم التركية دون جدوى، حتى أن أخي الصغير يعاني في مدرسته التركية من عدم تقبل زملائه الأتراك له لأنه لا يفهم لغتهم.” حاول محمود وعائلته دخول اليونان، إلا أنه تم إلقاء القبض عليهم وإعادتهم إلى إسطنبول، فقرروا البقاء فيها.






“تركيا أفضل من غيرها من الدول، لكننا لا نشعر بالاستقرار”

خرجت بيسان الفتاة اليمنية العشرينية مع أسرتها من اليمن مع بداية الأزمة في البلاد، وانتقلوا من السعودية إلى الإمارات، لكنهم سرعان ما قرروا الهجرة إلى ألمانيا ، حيث سهولة الحصول على الإقامة ، ولكنهم لم يستطيعوا عبور الحدود ، وينتظرون في  تركيا حيث يعيشون للعام الثالث “دون الشعور بالاستقرار” على حد تعبيرها.

“لم نستطع البقاء لا في السعودية التي تشن حرباً على اليمن، ولا في الإمارات التي تحتاج إلى دخل مرتفع جداً. حاولنا الذهاب إلى مصر، لكن إجراءات الإقامة فيها معقدة لليمنيين، لذا لم نجد إلا تركيا لنستقر فيها.”




وأشارت بيسان إلى أن أباها لا يزال يعمل في اليمن ويرسل لها ولشقيقاتها مصروفاً شهرياً. “لا يمكن أن ننكر أننا قد أجبرنا على الحياة في تركيا، لكنها تحولت إلى بلدنا الثاني. نتمتع هنا بحقوق واضحة، ونعيش في أجواء ثقافية غنية ومختلفة.”

وعلى الرغم من الإيجابيات النسبية التي يعيش فيها المهاجرون في تركيا، إلى أن مستقبلهم ضبابي ولا يمكن التكهن به. “لا نفكر في المستقبل لأنه مجهول تماماً، ولا زال الاستقرار مقترن في مخيلتنا بأوروبا والهجرة إليها، لكنه خيار صعب الآن.”




“لا خيار أمامنا سوى الاستقرار في بلد لا مستقبل لنا فيه”

لم يكن يعلم  “علي” وهو مهاجر سوري قدم مع عائلته إلى تركيا قبل عامين، أنهم سينتظرون كل هذه المدة دون تلقي إجابة واضحة فيما يتعلق بطلبات لجوئهم في أوروبا من خلال المفوضية . “قدمنا طلبات اللجوء منذ عامين، تم رفضي أنا وإخواني، بينما قبلت والدتي وأختي ولكنهما لا تزالان تنتظران تحديد وجهتهما ونقلهما إليها.”




وأشار علي إلى الصعوبات التي يعيشونها في تركيا. “تجتمع أسرتنا في بيت واحد بشكل غير قانوني، فلقد تم إعطائي أنا وإخواني إقامة في إسطنبول، بينما منحت السلطات التركية والدتي وأختي إقامة في أنقرة. ومع ذلك، نجتمع في إسطنبول في منزل واحد، مما يعتبر مخالفاً للقانون.”




“على أي شخص ينوي القدوم إلى تركيا أن يعلم جيداً أن الدخول إلى أوروبا صعب وخطير، وفي حال فشل محاولاته سيضطر إلى البقاء هنا أو إلى العودة من حيث أتى. الحياة هنا صعبة، فلا يمكن العمل بشكل قانوني، وليس من السهل تعلم اللغة التركية، ناهيك عن العيش طوال الوقت تحت رحمة قوانين وسياسات قابلة للتغيير في أي لحظة.”






مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى