عودة نشاط تجارة اللجوء والهجرة .. مجموعات وصفحات على وسائل التواصل تسوق للجوء لأوروبا
مرة أخرى تعود تجارة تسويق رحلات اللجوء لدول الاتحاد الأوروبي ، حيث بدأت تنشط مجموعات وصفحات على مواقع التواصل الاجتماعي لتشجيع المهاجرين للسفر إلى أوروبا وطلب اللجوء ، هذا النشاط بدأ أولاً مع فتح الحدود عبر بيلاروسيا أمام اللاجئين العراقيين للدخول إلى الاتحاد الأوروبي من خلال ليتوانيا ثم زاد نشاط هذه المجموعات على الفيسبوك مع سيطرة طالبان على أفغانستان وانتشار أخبار كاذبة عن سهولة عبور الحدود لطلب اللجوء في أوروبا.
تلك المجموعات تنشر تفاصيل عن عملية السفر والمبالغ التي يحتاجها المهاجرون من أجل ذلك. كما أن بعضها تنشر صورة غير دقيقة عن الأوضاع الميدانية الحقيقية، وتسوق لخدماتها باعتبارها مضمونة، وأن المهاجر سيصل إلى “الجنة الأوروبية” بأسهل الطرق. ، حيث لا تبدو قضية هجرة الراغبين بالهرب من الحروب والفقر آيلة للانتهاء.
و تستمر أنشطة تهريب المهاجرين بالازدهار، حيث يبتكر المهربون طرقا جديدة للتواصل مع المهاجرين وإغرائهم بالسفر إلى بيلاروسيا، بوابتهم الوحيدة إلى “جنة” أوروبا. حيث أن بيلاروسيا دولة حدودية مع الاتحاد الأوروبي ومن السهل السفر إليها بدون فيزا أو بفيزا سهلة الحصول عليها لمواطني دول شرق أوسطية .
وقام موقع DW – مهاجر نيوز – برصد حسابات ومجموعات على وسائل التواصل الاجتماعي، تصور الهجرة إلى الاتحاد الأوروبي وكأنها شيء سهل للغاية، وما على المهاجر سوى تحمل بعض التعب لينعم لاحقا بالراحة في أوروبا. وتترافق الوعود التي يطلقها هؤلاء بترغيبات لا وجود لها. فبعضهم يعد المهاجرين بالإقامة في فنادق ثلاث نجوم أو أكثر، وآخرون يعدونهم بتزويدهم بهواتف محمولة ونقل مجاني إلى الحدود…
تاكسي وفندق وخط هاتفي
أحد الحسابات أورد أن لديه خدمة “تاكسي” (نقل) مضمونة في بيلاروسيا، وبأن أسعاره جيدة وأنه يعرف الطرقات. إعلان آخر يدعي أنه قادر على تأمين تأشيرات سياحية وإقامة في فندق لمدة أسبوع تقريبا وتأمين خط هاتفي إضافة إلى المواصلات، كل ذلك بما يقارب مبلغ 1000 يورو.
برامج المحادثات أيضا، كـ”واتساب” و”تيليغرام”، تحتوي على عدد من المجموعات المتخصصة بالترويج للسفر، خاصة إلى بيلاروسيا ومنها إلى ليتوانيا. إحدى تلك المجموعات تزود الراغبين بالهجرة بعناوين وأرقام هواتف لما يزعمون أنها مكاتب سفر، يمكنها تأمين وصولهم إلى مينسك.
مجموعة أخرى تحمل عنوانا بما يعني “الهجرة إلى ليتوانيا”، تسوق أيضا لطريق الهجرة نفسه، أي من بيلاروسيا إلى ليتوانيا. هناك أشخاص في تلك المحادثات يسردون تجارب يقولون إنها شخصية لرحلات هجرتهم، ويوحون للراغبين بالهجرة بأن الموضوع سهل نسبيا وأن إقامتهم في أوروبا شبه مضمونة، شرط أن يتحملوا “بضعة أيام” فقط من المعاناة.
مهاجر نيوز تواصل مع عدد من المهاجرين العراقيين والسوريين العالقين في المخيمات الحدودية في ليتوانيا. هؤلاء أكدوا أن ظروفهم المعيشية سيئة جدا، كما أنهم يتعرضون لمضايقات مستمرة من رجال الشرطة هناك. أحد هؤلاء المهاجرين قال إنه لم يعد يرغب بالهجرة، فما تعرض له منذ لحظة دخوله إلى ليتوانيا جعله يعيد “النظر في الإقامة في بلدان حقوق الإنسان”.
آخرون وصفوا تلك المراكز بالسجون، واشتكوا من عدم قدرتهم حتى على طلب اللجوء في ليتوانيا. جميعهم شبه متيقنين من أنهم ستتم إعادتهم إلى العراق، ولو أنهم أكدوا لليتوانيين نيتهم بعدم البقاء هناك، وإكمال طريقهم باتجاه دول أوروبا الغربية.
ومع تدهور الأوضاع في أفغانستان وتوقعات الدول بارتفاع موجات الهجرة من هناك، يسود هاجس ضبط حدود الدول الأوروبية التي تخشى من تدفقات المهاجرين الأفغان