المركز السويدي للمعلومات
لدعم الهجرة واللجوء في اوروبا والسويد

طفلة تصاب بفيروس RS كادت أن تموت بعد أن طلبت طوارئ كارلستاد من والدتها البقاء بالمنزل

ينتشر فيروس RS  بشكل كبير في السويد خلال الأسابيع الماضية ، وفي الوقت الذي حذرت فيه السلطات الصحية السويدية من أن هذا الفيروس الذي يُصيب الأطفال يتحول لوباء ، ظهرت العديد من الحالات المأسوية التي ينقلها الإعلام السويدي لأطفال أصُيبوا بالفيروس وأصبحوا في حالة صحية خطيرة .. من هذه الحالات حالة الطفلة “ماديكن” ، حيث تقول والدة الطفلة  أماندا هولمستروم ، 28 عامًا ، من كارلستاد ،أنها تعيش  تجربة أسوأ كابوس للوالدين – وهو كابوس فقدان طفلتها.


وتقول أماندا لصحيفة أكسبريسن ، أن حالة طفلتها بدأت بنزلة برد خفيفة لطفلتها  البالغة من العمر 10 أسابيع ، ولكن بعد أيام قليلة تدهورت حالة طفلتها بشكل كامل لمستوى عدم قدرتها على التنفس ، وتبين أنها مصابة  بفيروس RS ، الذي تسبب في توقف التنفس الذي يهدد الحياة.


تناشد أماندا الآن آباء الأطفال الصغار الآخرين توخي الحذر بشأن هذا الفيروس الذي قد يهدد حياة الأطفال. –  وتقول أماندا .. عليكم أن تتخيلوا أن الأطباء قالوا لنا  إننا لو وصلنا بعد دقيقتين لما كانت طفلتكم لتنجو ! 



وتتحدث أماندا بتفاصيل ما حدث لطفلتها “ماديكن ”  ويبدأ الكابوس على حسب وصفها قبل أسبوعين ، حيث بدأت طفلتها أماندا ماديكن  تعاني من بعض المخاط والسعال. لم تكن ماديكن مصابة بالحمى ولا يبدو أنها مريضة بشكل خطير على الإطلاق . ولكن فجأة تحولت الطفلة للون الأزرق مع صعوبة في التنفس  .



 اتصلت أماندا برقم 1177 للحصول على المشورة. وطلبوا منع الاتصال بالطوارئ ـ ولكن عند اتصالها بالطوارئ  قيل لهم إن غرفة الطوارئ ممتلئة وأن عليهم الانتظار  في المنزل وليس من الجيد الحضور للطوارئ . لكن القلق والخطر ارتفع عندما  بدأت الطفلة تعاني من توقف للتنفس ومن المغص ، وأصبحت صامتة ونائمة ، كما تقول أماندا.



– استمرت الطفلة في النوم ، وكان الأمر غريبًا جدًا بالنسبة للأم والأب . 

في ذلك الوقت قالت غريزة الأمومة إن هناك شيئًا خاطئًا يحدث الآن.. طفلتي تحتضر ! ، وتقول أماندا  “لا يمكنني  رؤية طفلي ميتًا”
ثم قررت أماندا وزوجها الذهاب إلى غرفة الطوارئ فوراً مع الطفلة “ماديكن” ، وعندما وصلوا ، كانت الطفلة فاقدة للوعي تمامًا.

الطفلة ماديكن تعرضت للإصابة بفيروس RS



وتذكر أماندا أن في الطوارئ تم وضعها في الانتظار هي وطفلتها ،- لكن لاحظت أماندا أن طفلتها لا تتحرك ولا تصدر أي رد فعل على الإطلاق يشير أنها لازالت على قيد الحياة . فحملتها وركضت إلى غرفة الأطباء  وصرخت “طفلتي لا تستيقظ ، طفلتي لا تستيقظ! طفلتي لا تتحركي أنها تحتضر ,, أنها  تموووت”.



بعد دقائق تجمع أطباء وممرضات ..و كان موقف صادم..  انطلق جرس الإنذار واقتحم الكثير من الموظفين المكان ، – ثم سمعت طبيبة تسأل عما إذا كانت تتنفس ثم سمعت شخصًا آخر يجيب “لا ، إنها جثة هامدة”. يستغرق الأمر بعض الوقت لأدرك أن هذه هي طفلتي الذي يتحدثون عنه .. وتقول أماندا لا استوعب هل يتحدثون عن طفلتي أنها ماتت !!! .

الطفلة ماديكن في غرفة العناية المركزة- فيروس RS



وتُضيف أماندا وهي تبكي /- صرخت واستلقيت على الأرض وسرت حافية القدمين ،  كنت فقط أبكي وأغمي عليِ . لقد  اقتنعت إني فقدت ابنتي : – قالوا لي ابنتك لا زالت على قيد الحياة أنها في غرفة العناية المركزية ، يجب أن تذهبي إليها ، لكنني قلت لهم إنني لا أستطيع رؤية طفلتي ميتة. لا أستطيع أن أفعل ذلك.


في النهاية تم إنقاذ الطفلة “ماديكن”  بعد 3 أيام ونُقلت إلى جناح حديثي الولادة بالعناية المركزة  . وفي اليوم التالي ، ساءت حالة ماديكن مرة أخرى وانهارت مرة أخرى مع توقف في التنفس ، كما تقول أماندا. –  وقفت وأمسكت  بيد طفلتي وقلت لها  أمك تحبك ، والدك يحبك ، كلنا نحبك  ، جدتي تحبك – لأنني بعد ذلك كنت متأكدًا تمامًا من أنها ستموت ، ويجب ألا تموت دون معرفة كم هي محبوبة .

الأم أماندا مع طفلتها “ماديكن”



لكن ماديكن استقرت حالتها مرة أخرى  .. وحصلت على مساعدة في التنفس بالأكسجين والتغذية بالأنبوب.و أصبحت أكثر يقظة – لكن المزيد من الرعاية المركزية والاستمرار على الجهاز التنفسي في انتظار الطفلة في الفترة القادمة .



 يقول الأطباء أن بسبب نقص الموظفين ، لم يكن لدى أماندا وعائلتها الفرصة للحضور للطوارئ أول الأمر  ما حدث لماديكن أمر سيئ بالتأكيد . نحن ندرك أن الدقائق يمكن أن تكون هي الفرق بين الحياة والموت ،   ويضيف الأطباء – نعلم أن الطفلة أُصيبت بفيروس RS  وهذا فيروس يتحرك بسرعة ويوقف التنفس ،  وبالفعل الطفلة “ماديكن”  توقف  تنفسها لمدة ثلاث دقائق على الأقل ولو تأخر إسعافها  لدقيقتين لما كانت ستنجو.. لقد فعلت الأم حسناً بأنها ركضت بطفلتها لغرفة الأطباء طلباً للمساعدة .