قضايا العائلة والطفلقضايا وتحقيقات

شاب فقد وظيفته… أن تصاب بمرض في السويد يعني أنك في مشكلة تبدأ بمقابلة طبيب وتنتهي بإثبات أنك مريض.

كونك تعاني من المرض في السويد، فأنت قد تحتاج إلى بعض الحظ للحصول على تشخيص سريع، ولكن قد يجد البعض نفسه في موقف آخر ليس من حيث انتظار وقت للمراجعة في المستوصف الصحي ولا في انتظار موعد لمقابلة الطبيب، ولكن  عندما لا يعترف أحد بمرضك! بل ويتم يرفض مساعدتك، فهذه هي المأساة!




هذا عنوانٌ مختصر لحياة الشاب فريدريك فاغرستروم، البالغ من العمر 37 عامًا، والذي يعاني من أحد الأمراض الخفية التي من الصعب كشفها وقبولها وهي الإرهاق الدائم، وتسمى أيضًا “الاكتئاب المرهق”. وهو مرض بالفعل، ولكن يرفض الكثيرون الاعتراف به حتى الجهات المسؤولة داخل المؤسسات السويدية.




فقد رفضت مؤسسة التأمينات الاجتماعية (Försäkringskassan) إعالة هذا الشاب الذي فقد وظيفته منذ عام بسبب مرضه، بسبب جهل المؤسسة بطبيعة هذا المرض وتأثيره السلبي على حياة الشخص العملية والأسرية.




فريدريك، شاب طموح محب للعمل، لكن لكل شيء حدود، فحبه المفرط للعمل أدى به في النهاية إلى خسارته لعمله!

تبدأ قصة فريدريك منذ سبع سنوات حينما أوصله طموحه إلى إدارة شركة بناء، يعمل من خلالها على إعالة أسرته.




وظل فريدريك يعمل طيلة تلك السبع سنوات بمفرده وبشكل مفرط دون راحة، حتى أنهك وبدأت عليه أعراض مرض “الاكتئاب المرهق الناتج عن العمل”. وتم تشخيص إصابته بهذا المرض في ديسمبر من العام الماضي، والذي أفقده قدرته على ممارسة عمله تدريجيًا حتى انتهى به الحال جليس المنزل دون مصدر دخل له ولأسرته.

فريدريك يعمل طيلة تلك السبع سنوات بمفره وبشكل مفرط دون راحة

 

 




ويحكي فريدريك لجريدة أفتونبلادت مدى تأثير هذا المرض على قدرته العصبية، فقال: “لم يعد بإمكاني صنع أي شيء، أو حتى الإمساك بالأشياء حتى لو كانت صغيرة، ولكي أتم عمل أي شيء بسيط أستغرق شهرًا كاملاً”.




استكمل فريدريك حديثه مع الجريدة قائلًا: “كوني أعاني من المرض هذا شيء يمكنني تحمله وتقبله، لكن كوني لا أجد أحدًا يعترف بمرضي ويقدم لي تعويضًا يعينني على المعيشة، أقصد بذلك مؤسسة التأمينات الاجتماعية السويدية التي رفضت طلبي للحصول على تعويض مادي يمكنني من العيش بحياة كريمة”.




حيث قام فريدريك بتقديم طلب تعويض مادي من مؤسسة التأمينات الاجتماعية السويدية، في الخامس والعشرين من يناير لعام 2021، وقوبل بالرفض لعدة أسباب، أولها تأخره في تقديم الطلب إلى المؤسسة، وثانيها عدم قناعتهم بكون هذا المرض من الممكن أن يتسبب في عدم قدرته على العمل. هذا رغم توعية الأطباء بطبيعة وتأثير هذا المرض السلبي على حياة المريض العملية، إلا أنهم أصروا على الرفض.





كما ذكر فريدريك، أنه قد أصيب بحالة من الدهشة والاستفزاز عندما قال له أحد المسؤولين هناك” كيف يمكنني الاقتناع بكونك تعاني مرض عقلي وقد تمكنت من الاتصال بالرعاية الصحية   ، حسب التقارير المذكور أمامي”.
معتبرين بذلك فريدريك شخصٌ مدعي ولا يستحق قيمة التعويض.



وأضاف فريدريك: “لقد عجزت عن الرد حينها، ولم أستطع أن أفعل شيئًا، أليس هذا حقي على الدولة فأنا كنت أدفع الضرائب طيلة فترة عملي”.

ولن يتمكن فريدريك، بسبب هذا الرفض، من الحصول على الإعانة المرضية، لأنه لم يسجل في مكتب العمل أثناء فترة مرضه. وقد قرر فريدريك، بناءً على هذا الرفض الذي يراه مجحفًا، أن يقاضي مؤسسة التأمينات الاجتماعية، وبالفعل قدم دعوى قضائية ضد المؤسسة ينتظر الرد حاليًا.





كما أوضح فريدريك للجريدة أن مصدر الأموال التي كان ينفق بها على نفسه وأسرته منذ توقفه عن العمل، جزء منها أموال شقته التي قام ببيعها وقام بالسكن مع صديقته، والجزء الآخر اقترضه من والده.




أما بالنسبة لحالته الصحية فقد ذكر أن المرض يأتيه على شكل نوبات متكررة من حين لآخر، وأنه كان ينام لمدة 16 ساعة طيلة الأسبوع الماضي، لكن حالته الصحية بشكل عام بدأت في التحسن، لكن ليست بالدرجة التي تؤهله للعودة للعمل.

وفي نهاية حواره تمنى فريدريك أن يتم شفاؤه في القريب العاجل، وأن يعود إلى عمله وحياته الطبيعية.




مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى