المركز السويدي للمعلومات
لدعم الهجرة واللجوء في اوروبا والسويد

سكان شمال السويد الأصليين “السامي” من هم ولماذا تم اضطهادهم في السويد ؟

تحتفل أقلية السامر يوم 6 من شهر  شباط / فبراير من كل عام بالعيد الوطني .. ويأتي الاحتفال باليوم الوطني للسامر تزامنا مع إعلان جمعية السامر في السويد ،  أن نبرة الكراهية ضدهم تزداد قسوة على منصات التواصل الاجتماعي !




و قومية سامي هي إحدى الأقليات الخمس المُعترف بها في السويد. وتسكن قومية سامي منطقة شمال الدول الاسكندنافية في (السويد و روسيا وفنلندا والنرويج)، والتي تُعرف عندهم باسم سابمي (Sápmi). ..

السامر – هم سكان أصليين لشمال السويد ، أي أول من استوطن شمال السويد ، ولم يطالبوا بانفصال أو حقوق سيادية ، فقط أرادوا الاعتراف بثقافتهم ولغتهم وتراثهم الخاص  ، والحق في إدارة الصيد التي يعتاشو  عليها بمناطقهم شمال السويد  – فتعرضوا لدرجات متفاوتة من الاضطهاد من الحكومات والمجتمع السويدي!



قومية سامي مُعترف بها من قبل الأمم المتحدة أيضاً كسكان أصليين في السويد  والدول الأخرى ،ولهم الحق في الحفاظ على ثقافتهم وهويتهم وعاداتهم وتقاليدهم ولغاتهم الخاصة بهم وتطوير حِرَفهم ، .. ويعيش قبائل السامي في كل من شمال السويد والنرويج وفنلندا وشبه جزيرة كولا الروسية




وهم  في الأصل “قوم شبه رُحّل” ،  وصلوا السويد منذ ألفين وخمسمائة عام  ويعتبروا  أول جماعة سكانية تسكن شمال السويد كمجتمع إنساني بدائي منظم ، وذلك عبر الترحال من وسط أسيا إلى روسيا إلى فنلندا ،ثم  السويد ، يرحلون خلف تربية قطعان الرنّة على سبيل المثال تعتبر جزءاً رئيسياً من هَويتهم وإرثهم التاريخي واقتصادهم.

فتيات السامي السويديين – الزي السامي الصيفي

.

لا يوجد فعلياً أي إحصاءات رسمية لعدد قومية سامي، لكن يوجد في المجمل ما بين  90  ألف في السويد، و حوالي   65   ألف في النرويج، وحوالي  8  الف في فنلندا، و 5 ألف في روسيا.

 




قوم شبه رُحّل

قومية سامي في الأصل كانوا قومُ رُحّل، يعيشون في الخيام في فصل الصيف، وفي الشتاء يسكنون في أكواخ مصنوعة من الأخشاب شبه المتحجرة. حالياً تسكن قومية سامي السويد  في بيوت حديثة وتقوم باستخدام  الخيام بشكل مؤقت أثناء هجرة الرنّة، وذلك لانهم يخرجون لصيدها  في الغابات والسهول

تجمعات شعب السامي

الرنّة مصدر رزق قومية سامي

الرنّة هو الحيوان الرئيسي في شمال السويد، والذي ارتبط ارتباطاً تاريخياً بقومية سامي، حيث اعتمدوا عليه في غذائهم، ولباسهم، وتجارتهم.




وحالياً يشتغل حوالي 10% من قومية سامي في رعي حيوانات الرنة والصناعات القائمة عليها مثل دباغة جلوده ، كما يدمج الكثير منهم مع ذلك أعمالاً أخرى كالسياحة، وصيد السمك، وبعض الحرف اليدوية، أو التجارة.




وقد حدثت سابقاً نزاعات ما بين قومية السامي  ، ورجال اعمل سويديين والحكومة السويدية، وتعرضوا للاضطهاد والتمييز ،وصدر بالتالي قرار من المحكمة العليا السويدية عام 2011  والذي حكمت فيه لصالح شعب سامي بمنحهم حقوقاً قانونية عامة في منطقة معينة شمال السويد

لغات قومية سامي

فعلياً تتحدث أغلب قومية سامي اللهجة الشمالية، بجانب اللغة السويدية التي كانوا يرفضون تعلمهم سابقا .




تم الاعتراف بلغة قومية سامي كواحدة من لغات الأقليات الرسمية في السويد عام 2000،بعد سنوات طويلة من كفاح السامي للحصول على هذا الحق ، كما منحت الحكومة السويدية البرلمان الخاص بقومية سامي نفوذاً ومصادر مالية لتساعدهم على جهودهم في الحفاظ على لغاتهم.

تجمعات شعب السامي وزيهم المميز




مدارس خاصة بهم

توجد في شمال السويد خمس مدارس ابتدائية خاصة بقومية سامي حتى عمر الثانية عشر، و تعمل هذه المدارس للحفاظ على لغات قومية سامي وتعليمها للأجيال الجديدة. كما توجد مدرسة ثانوية واحدة خاصة بهم في مدينة يوكموك أقصى شمال السويد،




تقدم بعض الجامعات في السويد دورات خاصة في لغات قومية سامي مثل جامعة أوميو وجامعة أوبسالا، كما يوجد مركز أبحاث في جامعة أوميو مختص بالأبحاث المتعلقة بثقافة قومية سامي، ولغاتهم، وتاريخهم، ومجتمعاتهم.

تاريخ من الاضطهاد السويدي لهم

بالرغم من أن قومية سامي يستوطنون منطقة سابمي في شمال السويد منذ آلاف السنين، إلا أنهم واجهوا أنواعاً من الاضطهاد في السويد. تعود بدايتها إلى القرن الرابع عشر والخامس عشر حينما تم فرض ضرائب باهظة استثنائية عليهم من قبل الحكومة السويدية ، التي سيطرت على المنطقة التي يعيشون فيها.






استمر الاضطهاد بالحرمان من الحقوق الثقافية واللغوية  لهم في العصر الحديث من الحكومة السويدية ، كما استمر التعامل أيضاً مع قوم سامي على أنهم شعب همجي ومتخلف، وهذه كانت نظرة المجتمع السويدي لهم . حيث أن المجتمع السويدي لم يكن يرحب بثاقفة السامي بهم بشكل عام حتى أواخر القرن الماضي 1900 -1999  ، مع وجود نظرة سلبية إلى الآن من قبل بعض السويديين لثقافة السامي




وقد أجبرهم هذا الاضطهاد المتواصل على مر السنين إلى مغادرة الأراضي التي استوطنوها  ، أو التحول إلى الزراعة أو التجارة، أو التسول ، ولم يتغير الحال إلا قبل نهاية القرن الماضي ، حيث تم الاعتراف بهم كأقلية لها حقوقها في عام1977.




كان اضطهاد السامي كونهم مختلفون شكلاً ولغة وعادات وتقاليد عن السويديين الاسكندنافيين ، الذين يسكنون وسط وجنوب السويد ، وكان السامي يعيشون على أراضي غنية بالحديد والفضة والأخشاب شمال السويد .. ولكونهم لا يرغبون بالاندماج في الثقافة واللغة السويدية




وكان ينظر اليهم كونهم دخلاء وينتمون لدول أخرى !..ثم وجدت الحكومات السويدية المعاصرة انهم غير مندمجين بالمجتمع ويميلون للعزلة ، ولديهم نفور من المجتمع السويدي الحديث والمتطور،  ولديهم مطالب بحكم ذاتي .. وهذا مرفوض من الدولة السويدية !




ولقلة عددهم الذي لايسمح لهم بمطالب حكم ذاتي أو مطالب دستورية ـ   عملت الحكومات السويدية المتتالية على محاولة استيعابهم بما هم عليه من ثقافة ولغة وتقاليد ، وتم إنهاء مشكلتهم بشكل كامل في 2011 ، بمنحهم حقوق إدارية لشئونهم الشخصية 




وتُجرى انتخابات برلمان قومية سامي كل أربع سنوات تسمح لهم ببعض  المطالب المحلية من الحكومة السويدية، ويضم البرلمان الخاص بالسامي ،، وهو مقر إداري صغير في مبنى ، عدد ٣١ عضواً ينتمون إلى ثمانية أحزاب من السامي مختلفة. ويجتمع البرلمان ثلاث مرات فقط كل عام في أماكن مختلفة حول السويد، ويتم تمويل البرلمان من قبل الحكومة السويدية، وللحكومة السويدية سياسي واحد دائم في هذا البرلمان كمراقب قانوني لما يتم داخل البرلمان السامي.

برلمان السامي




وفي  2015 ظهرت فضيحة سياسية عبر وسائل الإعلان السويدية ، أثبتت أن الاستخبارات السويدية والشرطة السويدية ، لديها سجلات ” عرقية “خاصة بشعب  السامي  للمتابعة والمراقبة ، وتسجيل مواليدهم ونسبة الأنجاب  ، والتحول الديموغرافي لهم والميول السياسية ، بجانب مشاكل بالتمييز في تقديم الخدمات الحكومية لهم ! 




ثقافة شعب السامي

 لقومية سامي رداء مميز وهو رمز لهويتهم، يدعى كولت (Kolt). كان هذا الرداء التقليدي هو الرداء اليومي المستخدم لممارسة أعمالهم، ولكنه تحول اليوم إلى لباس يتم ارتداؤه في المناسبات والاحتفالات.

علم غير تقليدي

علم قومية سامي وألوانه يعود لعام ١٩٨٦، وهي الأزرق، والأحمر، والأصفر، والأخضر، حيث توجد كل هذه الألوان عادة في الملابس التقليدية. توجد دائرة بالعلم يعبر نصفها الأول ،اللون الأحمر، عن الشمس والنصف الآخر ،اللون الأزرق، عن القمر.




تحتفل قومية سامي بيومهم الوطني يوم 6 فبراير من كل عام والذي يرفع فيه العلم. وتقام احتفالات خاصة بهم في مناطقهم بشمال السويد … 

هل رأيت قبل ذلك أقليات من السامي أو السامر ..في السويد ؟ هل هم مختلفون عن السويديين برايك !