
وصلت أسعار المواد الغذائية في السويد إلى مستويات قياسية غير مسبوقة، مما جعل الكثير من المواطنين غير قادرين على تحمل تكاليف المعيشة. والأسوأ من ذلك أن الأسعار تواصل الارتفاع، حيث تؤكد شركات توريد الغذاء الكبرى أن الأسعار ستستمر في الزيادة خلال الفترة المقبلة.
وقد أدى ذلك إلى ظهور دعوات على وسائل التواصل الاجتماعي في السويد لمقاطعة سلاسل المتاجر الكبرى لمدة أسبوع، احتجاجًا على ارتفاع الأسعار.
رئيس ICA يرد على دعوات المقاطعة
علق الرئيس التنفيذي لشركة ICA في السويد، إريك لوندباري، على هذه الدعوات قائلًا:
“أتفهم إحباط العملاء وأحترم مشاعرهم، ولكن المشكلة الحقيقية تكمن في التضخم، الذي أدى إلى ارتفاع أسعار الغذاء بسبب الحرب في أوكرانيا، وارتفاع أسعار الفائدة، وزيادة تكاليف الطاقة والنقل، بالإضافة إلى زيادة الطلب العالمي على المواد الغذائية.”
وأكد لوندباري أن رفع الأسعار كان أمرًا إجباريًا، لكنه أشار إلى أن شركة ICA تحاول التخفيف من أثر التضخم على المستهلكين. وأضاف:
“استثمرنا 2 مليار كرون سويدي في خفض أسعار المواد الغذائية، وقمنا بتخفيض أسعار الفواكه والخضروات بأكثر من 12%. نحن نبذل قصارى جهدنا لدعم العملاء خلال هذا الوقت الصعب.”
خبراء: التضخم ليس السبب الوحيد لارتفاع الأسعار
على الرغم من تأثير التضخم، يرى خبراء اقتصاديون سويديون أن الشركات الكبرى تحقق أرباحًا ضخمة من ارتفاع الأسعار. ففي عام 2024 وحده، حققت مجموعة ICA ربحًا إجماليًا بلغ 26 مليار كرون سويدي، وهو ما يعني أنه بإمكانها تقليل أرباحها بدلًا من الاستمرار في رفع الأسعار.
كما أشارت هيئة المنافسة السويدية لصناعة الأغذية إلى أن المشكلة الأساسية تكمن في نقص المنافسة بين سلاسل المتاجر الكبرى، مما يؤدي إلى زيادة غير مبررة في أسعار المواد الغذائية، حيث يدفع المستهلكون أكثر مما ينبغي مقابل العديد من المنتجات الأساسية.
ويبقى السؤال : هل ستنجح دعوات المقاطعة في الضغط على الشركات لخفض الأسعار؟ التجارب تكون “لا”