قضايا العائلة والطفل

توفي أحمد وأشقائه في حريق بمنزلهما بجنوب السويد وأنقذت أعضاؤه 4 أطفال “الأب يتكلم”

هي منطقة تقع

 في مأساة كان لها أثر محزن وصادم ، فقد ثلاثة أطفال وجدّتهم حياتهم في حريق شقة بمنطقة (Lyckeby) في مدينة كارلسكرونا (Karlskrona) حنوب السويد خلال الصيف الماضي. لكن من بين رماد هذه الكارثة، أضاءت شعلة أمل جديدة، عندما علمت أسرة الطفل أحمد، 8 سنوات، أن أعضاءه التي تم التبرع بها قد أنقذت حياة أربعة أطفال آخرين.



 في شهر يوليو الماضي، اشتعلت النيران في شقة بمنطقة بليكابي بمدينة كارلسكرونا، مما استدعى تدخلاً عاجلاً من فرق الإنقاذ. وسط الدخان الكثيف والنيران المتصاعدة، تمكن رجال الإنقاذ من إخراج أربعة أشخاص من الشقة، بينهم ثلاثة أطفال.

الوالد وابناءه “ضحايا الحادث”




لكن الأنباء كانت مروعة، حيث فارق الطفل هارون، 3 سنوات، وأخته ألما، 5 سنوات، وجدّتهم الحياة، بينما تم خروج  أحمد البالغ من العمر 8 سنوات من موقع الحادث وهو في حالة سيئة للغاية  . يقول الأب :إبراهيم نجيم، الذي كان أول من وصل إلى الموقع وحاول دون جدوى دخول الشقة المشتعلة:
  “لقد كانوا قد فارقوا الحياة بالفعل عندما أُخرجوا من الشقة.”

الأب يحمل صورة ابنه “أحمد”

أما أحمد، الأخ الأكبر، فقد نُقل إلى العناية المركزة بحالة حرجة. وعلى الرغم من الجهود الطبية، فارق الحياة بعد يومين متأثرًا بإصاباته. وجاءت تحقيقات الشرطة أن الحادث عرضي ولم يكن جنائي أو بسبب التماس كهربائي.



 وبينما كانت الأسرة تعيش صدمة الفقدان، عرضت إدارة المستشفى التبرع بأعضاء أحمد لانقاذ 4 أطفال مشرفين على الموت ، وبعد تدبر من والد ووالدة أحمد، قرر الوالدان اتخاذ خطوة شجاعة بقول “نعم” للتبرع بأعضاء أطفالهم. وبعد أشهر، جاءهم الخبر بأن أعضاء أحمد أنقذت حياة أربعة أطفال آخرين. يقول إبراهيم نجيم والد أحمد:
 “عندما علمنا بذلك، غمرتنا مشاعر مختلطة من الحزن والفخر. بدأت في البكاء عندما أدركت أن أحمد ساهم في إنقاذ حياة أطفال آخرين. لا يجب أن يعاني الآباء الآخرون كما عانينا نحن.”



 
استندت الأسرة في قرارها إلى القيم الإنسانية والدينية. يقول الأب:
  “هناك قول في القرآن الكريم: *من أحياها فكأنما أحيا الناس جميعًا*. هذا الاقتباس جعل اتخاذ القرار سهلاً بالنسبة لنا.” ﴿مِنْ أَجْلِ ذَٰلِكَ كَتَبْنَا عَلَىٰ بَنِيٓ إِسْرَٰٓءِيلَ أَنَّهُۥ مَن قَتَلَ نَفْسًۭا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍۢ فِى ٱلْأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ ٱلنَّاسَ جَمِيعًۭا ۖ وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَآ أَحْيَا ٱلنَّاسَ جَمِيعًۭا﴾
(سورة المائدة، الآية 32)




تنويه: وفقا للقواعد الشرعية في الديانة الإسلامية ، فقد ثبت جواز التبرع بالأعضاء ، لما فيه من المصالح الكثيرة التي راعتها الشريعة الإسلامية، وقد ثبت أن مصالح الأحياء مقدمة على مصلحة المحافظة على حرمة الأموات.




مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى