
السويدية سيسيليا لا تستطيع شراء الطعام أو الهدايا لأطفالها “نحن نقوم بتجميع كل كرون”
تبدأ في السويد فترة العطلة الصيفية في وقتٍ تزداد فيه الضغوطات على العائلات السويدية، ونحن لا نتكلم عن عائلات من أصول مهاجرة، وإنما عن عائلات سويدية مترسخة في المجتمع السويدي عبر أجيال عديدة. ورغم ذلك، تواجه العديد من العائلات السويدية ظروفًا اقتصادية صعبة للغاية، وتزيد هذه الضغوطات مع عطلة الصيف.
عرض التلفزيون السويدي تقريرًا عن هذه الظاهرة التي بدأت تنتشر في السويد في السنوات الثلاث الأخيرة، ووفقًا لمنظمات خيرية سويدية تعمل في مدن سويدية، فهناك تزايد ملحوظ في طلبات المساعدة من العائلات التي تكافح لتأمين أبسط الاحتياجات، مثل الطعام والهدايا وأموال للأنشطة في العطلات للأطفال.
بالنسبة للسويدية سيسيليا، تصبح الأمور أكثر صعوبة عندما تتوقف المدارس عن تقديم وجبات الغذاء المجانية خلال العطلة، فهي كالكثير من العائلات السويدية تعتمد على وجبات الطعام المدرسية كوجبة أساسية لأطفالها، مما يوفر عليهم نفقات الطعام في المنزل. ولكن مع العطلة الطويلة، تجد هذه العائلات نفسها في موقف معيشي صعب ومحرج.
تقول سيسيليا، وهي سويدية في بداية الأربعينيات من عمرها وأم لطفلين، عن وضعها الحالي: “نقلب كل كرونة ونحسبها ألف مرة لتدبير الضروريات”.
سابقًا، كانت سيسيليا تعمل كمربية أطفال، لكنها الآن في إجازة مرضية، فيما يعاني زوجها من البطالة. وتعيش العائلة المكونة من أربعة أفراد على دخل محدود جدًا، حيث لا يتبقى لديهم سوى حوالي 2000 كرونة شهريًا للطعام بعد دفع الفواتير الأساسية.
وتقول سيسيليا: “نقوم بجمع علب البلاستيك من حاويات النفايات والشوارع والطرق لإعادة تدويرها والحصول على المال. كل ما نحصل عليه نخصصه للطعام”، وتعتمد العائلة على شراء المنتجات الغذائية المخفضة أو التي اقترب تاريخ انتهاء صلاحيتها، فهي أساس تسوقهم. كما تتلقى الخضروات والفواكه والخبز من جمعية خيرية. وتحاول سيسيليا عبر وسائل التواصل الاجتماعي مبادلة الملابس بالطعام.
تقول: “الأصعب هو شراء البروتين، مثل اللحوم والأجبان والحليب والبيض، لأنها باهظة الثمن ولا يمكن الحصول عليها من التبرعات. وجود الأطفال في المدرسة يساعدنا كثيرًا لأنهم يحصلون على وجبات الغداء هناك”. وتضيف بحسرة: “من المؤلم كوالدة ألا أستطيع شراء الأشياء التي يرغب بها أطفالي، ولكن هذا هو الواقع؛ لا أستطيع العمل بسبب مشاكل صحية في العمود الفقري والعظام، وزوجي عامل ولا عمل له”.
واقع اقتصادي صعب للأطفال في السويد في 2024
تشير الإحصائيات إلى أن حوالي 407 ألف طفل في السويد، ممن هم دون 19 عامًا، يعيشون في أسر تعاني من تدني المستوى الاقتصادي، وفقًا للبيانات الصادرة عن مكتب الإحصاء المركزي السويدي (SCB).
وتقول سيسيليا: ” لا يمكن. أفكر في أي شيء أخر .. فقط افكر في تدبير الطعام بعد توقف المدرسة وعدم توفر وجبات طعام مدرسية لأطفالي، ولكني اشتريت جوارب لابني وابنتي واحتفظت بها كهدية، هذا ما أستطيع تقديمه لهم. لن يكون هناك جهاز بلايستيشن الذي يحلم به طفلي البالغ من العمر 11 عامًا، ولا دراجة هوائية جديدة، ولا هاتف صغير جديد، لكننا نتعلم أن نُقدّر الأشياء البسيطة”.
العائلة لم تتمكن من تحمل تكاليف شراء شجرة عيد الميلاد لعدة سنوات ولا السفر في الصيف لمدن سويدية أخرى ، ولكن هذا العام تلقت هدية مالية من إحدى الجمعيات الخيرية.
تقول سيسيليا بفرح: “نتطلع جميعًا لهذا الأمر، وخصوصًا طفلي البالغ من العمر 11 عامًا، حيث سيتمكن أخيرًا من ممارسة الأنشطة التي يريدها”.
تمثل قصة سيسيليا واحدة من مئات العائلات السويدية التي تكافح لتوفير احتياجات أساسية خلال العطلات في ظل التضخم وارتفاع الأسعار وعدم توفر فرص عمل سهلة ، وفي ظل واقع اقتصادي يزداد صعوبة. .