قضايا العائلة والطفل

السويدية “سارة” بعد سنوات من محاولة الانجاب.. تجهض جنينها بعد تشخيص طبي خاطئ

“سارة”، امرأة سويدية في الـ38 من عمرها لم تنجب فلديها مشاكل في الخصوبة ولذلك قررت أن تلجأ هي وزوجها “للتخصيب الصناعي” الذي فشل عدم مرات ، ولكن في أخر مرة نجح التخصيب وبدأ الحمل.  كانت سارة تنتظر مولودها الأول بعد حملها عن طريق التلقيح الصناعي (IVF)، ولكنها وجدت نفسها في مواجهة أحد أصعب المواقف في حياتها. في الأسبوع السابع من الحمل، شعرت بألم شديد في البطن، مما دفعها إلى زيارة قسم الطوارئ في أحد مستشفيات جنوب السويد.



 
أجرى طبيب فحصًا بالموجات فوق الصوتية، لكنه لم يرصد أي علامات على وجود الجنين أو كيس الصفار، مما دفعه إلى استنتاج أن الجنين قد فارق الحياة. طُلب من سارة العودة لإجراء فحص آخر لاحقًا للتأكد،  . بعد أيام قليلة، عادت “سارة” إلى المستشفى بسبب استمرار الألم. أجرى طبيب آخر فحصًا جديدًا، لكنه أكد التشخيص الأول، وأخبرها أن الحمل قد انتهى وأن الجنين ميت. شعرت “سارة” بالحزن الشديد، وطلبت المساعدة النفسية والجسدية لإنهاء ما تبقى من الحمل. بناءً على ذلك، وصف الطبيب لها دواءً يسمى “Cytotec”، الذي يُستخدم لتسريع عملية الإجهاض.



 مرت الأيام، لكن سارة لاحظت أن حالتها الجسدية لا تزال تشير إلى الحمل، حيث استمرت الأعراض مثل الغثيان والإرهاق. بعد شهر، قررت زيارة المستشفى مرة أخرى لإجراء فحص جديد. كانت المفاجأة هائلة: أظهر الفحص بالموجات فوق الصوتية جنينًا حيًا يتحرك ويتمو بالفعل، وقلبه ينبض بوضوح.



 في البداية، شعرت “سارة” وزوجها بسعادة لا توصف عندما أدركا أن الجنين لا يزال حيًا. لكن سرعان ما تحول هذا الشعور إلى قلق وخوف. أخبرهم الأطباء أن الدواء الذي تناولته “سارة” للاجهاض وانزال ما تبقى من الجنين سابقا قد يسبب تشوهات للجنين، مما وضعهم أمام معضلة أخلاقية وعاطفية كبيرة: هل يواصلون الحمل مع خطر إصابة الجنين بأضرار؟ أم ينهونه؟



القرار المؤلم:
بعد مناقشات مطولة مع الأطباء ومراجعة كل الخيارات، اتخذت “سارة” وزوجها القرار الصعب بإنهاء الحمل، خوفًا من العواقب التي قد يواجهها الجنين نتيجة الدواء. وصفت “سارة” هذا القرار بأنه الأكثر إيلامًا في حياتها بل بالمدمر لها وزوجها ، قائلة: “كان علينا أن نقرر بين الإبقاء على حمل نتمناه بشدة وحرمنا منه لسنوات مع احتمال إصابة الجنين بأضرار، أو إنهائه. كان ذلك أسوأ موقف مررنا به ولكن من السبب ؟ أليس التشخيص الخاطئ من أثنين من الأطباء؟.”



 ما زالت “سارة” تعاني من آثار نفسية عميقة بسبب التجربة. أوضحت أنها قد تتقبل الإجهاض الطبيعي باعتباره جزءًا من دورة الحياة، لكنها تجد صعوبة كبيرة في تقبل فكرة أن الخطأ الطبي كان السبب في هذه المأساة. لذلك قدمت “سارة” شكوى للجهات المعنية. فتحت هيئة الرقابة على الرعاية الصحية (IVO) تحقيقًا في الواقعة، وخلصت إلى أن الطبيبين ارتكبا أخطاء فادحة.



وأشارت الهيئة إلى أن الأعراض التي عانت منها “سارة”، مثل آلام البطن والإفرازات، قد تكون طبيعية في بداية الحمل، ولا يمكن الاعتماد على الموجات فوق الصوتية وحدها لتحديد ما إذا كان الجنين حيًا أم لا في مراحل مبكرة. ووجهت الهيئة انتقادات شديدة للطبيبين وللمستشفى، مؤكدة ضرورة مراجعة السياسات والإجراءات المتعلقة بهذه الحالات، مع احتمال إجراء متابعات لاحقة لضمان تنفيذ التوصيات.



المستقبل المجهول:
تأمل “سارة” وزوجها في الحصول على تعويض مالي من شركة التأمين الإقليمية “Löf” لتمويل علاج جديد للخصوبة حيث أن تكاليف التخصيب الصناعي مرتفعة للغاية . لكن تجربة “سارة” أثرت بشكل كبير على ثقتها في النظام الصحي السويدي. وقالت: “لم أعد أملك أي أمل أو توقعات من المجتمع. أشعر بالخذلان التام.”




مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى