السوسيال السويدي يسحب مراهقة عراقية يراقبها أهلها بنظام GPS.. والفتاة ترغب بالعودة لأسرتها
قضايا قمع الفتيات في السويد من قبل العائلة تظهر في أشكال أكثر تعقيداً. فقد ذكرت وسائل إعلام سويدية أن فتاة من أصول عراقية تم سحبها من قبل السوسيال السويدي بعد تعرضها لقمع ممنهج من عائلتها، بما في ذلك والدها وإخوتها الذكور. حيث قامت العائلة بتعنيفها ومراقبتها باستخدام نظام تحديد المواقع العالمي (GPS) المخفي.
كانت الفتاة تعيش مع عائلتها في مدينة مالمو جنوب السويد، وتبلغ من العمر 14 عامًا، وهي في الصف التاسع. وقد عاشت تحت ما يُعرف بـ”اضطهاد الشرف”. جاءت الفتاة إلى السويد من العراق في عام 2018، وعندما وصلت، تمكنت الأسرة من تتبعها من خلال جهاز GPS مخيط في ملابسها. تحدثت الفتاة بنفسها عما تعرضت له من قمع وعنف من قبل عائلتها، وبالفعل تم نقلها إلى رعاية الخدمات الاجتماعية (السوسيال) بعد التأكد من صحة مزاعمها.
وفقًا لما روته الفتاة، فقد تم حبسها ومنعها من الاتصال بأصدقائها، وخاصة الأولاد. كما تم تفتيش هاتفها المحمول من قبل أشقائها، الذين وصفوها بأوصاف مهينة. وأفادت بأنها تعرضت أيضًا للضرب وأُمرت بتغيير نظرتها إلى المجتمع السويدي، باعتباره مجتمعًا فاسدًا، وذلك بهدف عدم جلب العار للعائلة. كانت توافق على توجيهات العائلة خوفاً من أن تُجبر على العودة إلى العراق.
يقول ميكائيل فيسفيلت، مدير قسم في Resurscentrum Heder Skåne* ، لصحيفة Sydsvenskan ، إن استخدام أجهزة GPS لتتبع الأشخاص، وتثبيت برامج المراقبة في الهواتف المحمولة للفتيات لتتبع اتصالاتهن وأماكن تواجدهن، أمر شائع.
بعد سحب الفتاة من قبل السوسيال، وهو ما تم برغبتها، تم إيداعها في مركز إيواء. ولكن بعد فترة، أنكرت الفتاة كل المعلومات المتعلقة بالعنف والقمع، وادعت أنها كذبت على السوسيال وأنها ترغب في العودة إلى منزل العائلة، وهو ما لم تصدقه الخدمات الاجتماعية. حيث يُعتقد أن هذا التراجع عن أقوالها قد يكون نتيجة لتواصل سري وضغط من العائلة عليها.
المحكمة الإدارية أيضاً لم تصدق أن المعلومات التي قدمتها الفتاة كانت كذبًا، وقررت استمرار احتجازها في سكن الرعاية الإجباري للسوسيال من أجل حمايتها من أهلها وأقاربها.