المركز السويدي للمعلومات
لدعم الهجرة واللجوء في اوروبا والسويد

الحدود التركية اليونانية.. تركيا تنظم رحلات المهاجرين واليونان تردهم

على الحدود التركية اليونانية، يحاول المهاجرون عبور نهر إيفروس لبلوغ الأراضي اليونانية منذ إعلان أردوغان فتح حدود بلاده أمامهم. إلا أن تلك المحاولات لا تتم بشكل عفوي من قبل المهاجرين وإنما بتنظيم من جهات رسمية تركية، في ظل إصرار اليونان…
“اليوم الحافلات فقط باتجاه أنقرة وإسطنبول. أما اليونان، فليست على القائمة”، بلهجة ساخرة يردد رجل عراقي كلماته قبل أن يقاطعه شاب تركي قائلا “لا داعي لإكمال الحديث مع الصحافة. لا نريدهم هنا”.




يظهر الشاب بطاقته العسكرية ويأمر الصحافيين بالابتعاد عن مكان ليس حقا على الحدود التركية اليونانية، حيث المنطقة “الساخنة” المحظورة على الصحافيين. إنه محطة وقود على أطراف مدينة أدرنة الحدودية، افترشها أكثر من 150 شخصا بينهم عائلات وأطفال.

قبل أن يتدخل عنصر الأمن، كان فريق مهاجر نيوز قد تمكن من الحديث مع شابة عشرينية جالسة على الأرض تسند رأسها المثقل بالهموم على يدها، “السبت الماضي، ركبنا في باصات تركية من أدرنة حتى نهر إيفروس (مريج). قالوا لنا بإمكانكم العبور من هنا إلى الضفة المقابلة. تمكنا بالفعل من الوصول إلى الأراضي اليونانية، لكن سرعان ما أمسكت بنا الشرطة اليونانية وتعاملوا معنا بطريقة مهينة للغاية، أخذوا جميع هواتفنا المحمولة وقاموا بتفتيشنا والاستيلاء على ما كان بحوزتنا من مال وأغراض، وانتهى الأمر بجعلنا نعود إلى تركيا دون أي شيء. أخذوا حتى حفاضات أطفالي وثيابهم”.




تتوقف الشابة السورية التي هربت من مدينة إدلب منذ بضعة أشهر عن الحديث هنيهة، وكأنها تبذل قصارى جهدها للحفاظ على رباطة جأشها قبل أن تتابع “عدنا إلى الطرف التركي ووجدنا سيارات الشرطة التركية الذين أرجعونا إلى محطة الوقود. نحن ننام هنا منذ أربعة أيام بانتظار أن يقولوا لنا إنه بإمكاننا العبور إلى اليونان”.




وعبر المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان عن قلقه الشديد إزاء الوضع على الحدود الغربية لتركيا مع اليونان، واستنكر التعامل العنيف لقوات الأمن اليونانية مع طالبي اللجوء، والذي تضمن “استخدام دوريات حرس الحدود الغاز المسيل للدموع ضد المدنيين والأطفال، واستخدام خفر السواحل أسلحة نارية وهراوات معدنية”. وطالب المرصد الدولي بالتأكد من أنّ التمويل الأوروبي الأخير لليونان لن يساعدها على ارتكاب مزيد من “الانتهاكات”.




ذهاب وإياب بين الشرطة التركية واليونانية

في محطة الوقود التي تحولت إلى تجمع للمهاجرين، تصل حافلات بيضاء كبيرة تتسع لحوالي 60 شخصا، تارة ينزل منها مهاجرين، وتارة تأخذ تلك الحافلات المهاجرين باتجاه الحدود اليونانية، وفقا لشهادات متقاطعة جمعها مهاجر نيوز أثناء زيارة المنطقة.

وتوافد آلاف المهاجرين إلى المناطق الحدودية شمال غرب تركيا، خاصة مدينة أدرنة، أملا بعبور الحدود مع اليونان، بعدما أعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الجمعة الماضية أنه لن يمنع المهاجرين الراغبين بالخروج من حدود بلاده باتجاه أوروبا، في خطوة جاءت ردا على مقتل 33 جنديا تركيا شمال سوريا في قصف نفذه النظام السوري المدعوم من روسيا.




وحوالي الساعة الثامنة مساء، وعلى بعد بضعة كيلومترات من محطة الوقود، تقف شاحنة عسكرية على طريق فرعي، يهم الأشخاص بالنزول منها بهدوء تام تتخلله أصوات بكاء امرأة، بينما يحيط بهم خمسة عناصر من الجيش التركي مدججين بالسلاح.

نزل حوالي 80 شخصا بينهم 9 أطفال، وشباب حافين الأقدام، منهم من غطى قدميه بأكياس بلاستيكية، وكانوا أغلبهم دون سترات رغم تدني درجات الحرارة، صعدوا جميعهم على متن حافلة بيضاء كانت تقف إلى جانب الشاحنة العسكرية.




اتجهت فيما بعد الحافلة البيضاء إلى محطة الوقود. نزل منها الشاب الفلسطيني سامي* بجسده الهزيل المتعب، حافي القدمين يرتدي قميصا قطنيا خفيفا، “بعدما تمكنا من عبور نهر إيفروس أمسكت بنا الشرطة اليونانية بعنف، أخذوا هاتفي وجميع حاجياتي. وجعلونا نخلع أحذيتنا قبل أن يعيدونا إلى الجانب التركي”.

يكمل سامي المنهك “كانت الشرطة التركية بانتظارنا على الطرف المقابل. وفور عودتنا، نقلونا على متن حافلة عسكرية إلى هنا. نستطيع الآن أخذ قسط من الراحة في محطة الوقود”.






بعيدا عن أعين الصحافيين والكاميرات التي تملأ المناطق المحاذية لمعبر بازاركولي الحدودي، حيث ينام حوالي 200 مهاجر في العراء دون خيام ولا فراش، ارتأت السلطات التركية أن تنقل المهاجرين الذين يتم إرجاعهم من الطرف اليوناني إلى محطة الوقود في بلدة أوزونكوبرو القريبة من نهر إيفروس، والتي تبعد أكثر من 50 كيلومترا من المعبر الحدودي.




وبذلك، تتركز حركة عبور المهاجرين إلى الطرف اليوناني عبر نهر إيفروس، في ظل التشديد الأمني الكثيف من الشرطة اليونانية التي تطلق الغاز المسيل للدموع على المهاجرين والمتهمة بإصابة وقتل مهاجرين على البوابة الحدودية. وأعلن أمس وزير الداخلية التركي سليمان صويلو، خلال زيارة المعبر، أن بلاده تعمل على نشر ألف عنصر من شرطة المهام الخاصة على ضفاف النهر، لمنع إجبار طالبي اللجوء على العودة من قبل الجانب اليوناني.