ألمانيا: يمكن للجميع احضار وكفالة الاقارب اللاجئين ولكن المسؤولية تستمر لسنوات عديدة !
يمكن لاي مواطن الماني احضار اقارب او اشخاص كا لاجئين شرعيين الي المانيا ، وفقا لشروط وقوانين الهجرة الالمانية ، ولكن سوف يتحمل كفالة اللاجئ كاملا .
ولقد استفاد العديد من الاشخاص من هذا القانون ، لكن تحمل العديد من الأشخاص كفالات للاجئين على خلفية الاعتقاد أن مسؤوليتهم عن دفع تكاليف معيشة المكفولين تنتهي عند الاعتراف بطلبات لجوئهم في المانيا .
لكن الواقع أظهر أن ذلك اعتقاد خاطئ. فمسؤولية الكفيل تستمر لسنوات.
زوجته حذرته. لكن ما الذي سيحصل؟
كريستيان أوسترهاوس رجل الماني يحاول مساعدة اللاجئين ، كان متيقنا من فعل ما هو صحيح باحضار لاجئين من سوريا علي نفقته وكفالته . فإدارة الأجانب أكدت له أن الكفالات تبقى سارية المفعول حتى الاعتراف الرسمي باللاجئين.
ووقع أوسترهاوس على التزامين لصالح طفل سوري وشابة أخرى وخمسة اخريين …قام باحضارهم الي المانيا كا لاجئين عبر نظام الكفالة .
ويقول “قمنا بدفع تكاليف الرحلات الجوية وبحثنا عن سكن وعملنا على أن يحصلوا هنا في المانيا على حياة جديدة “، يقول أوسترهاوس.
ويقول ” في مدينة بون الالمانية وحدها قدم 450 شخصا كفالات لأحضار لاجئين اغلبهم من سوريا ، ولكن جميع من قام بعمل الكفالات حصل في الشهور الماضية على بريد غير مرضي من مكاتب العمل والهجرة الالمانية وإدارة المدينة تطالبهم بتكاليف رعاية هولاء اللاجئين بعد حصولهم علي الاقامة .
أوسترهاوس أخرج ملفا لنا جمع فيه كافة الوثائق المرتبطة بالخلاف حول الكفالات. والوثيقة الأخيرة تعود لتاريخ الـ 20 يونيو 2018 وهي رسالة من مكتب العمل يطلب فيها تحويل 27.238 يورو مع الإشارة إلى إمكانية طلب مزيد من المال. والسبب تكاليف رعاية من احضرهم من سوريا !
ويضيف ان نظام الكفالة المتبع بالمانيا يعطي فرصة لأي مواطن الماني في جلب لاجئين من دول مصنفة انها في خطر كامل ولهم حق اللجوء ” مثل الحالة السورية ” ، بشروط الكفالة ووجود دخل ورصيد بنكي وسكن مناسب للكفيل الالماني ، ثما تنتهي الكفالة فور حصول اللاجئي علي الاقامة ، وتم تأكيد هذا القانون من طرف المحكمة الإدارية الاتحادية في لايبزيغ…ولكن الان يقولون ان الكفالة مستمرة الي ان يستطيع اللاجيء اعالة نفسه !
وفي أبريل 2018 أعلنت وزارة العمل الالمانية ، أن كفالات اللاجئين مستمرة حتى صدور قرار نهائي للمحكمة الإدارية ، وبالتالي علينا الان بدفع أموال للمؤسسات الحكومية. لقد حذرتني زوجتي في اول الامر وقالت ان قوانين الهجرة في المانية “مطاطية” ومتغيرة ، ولن نفهم التعامل معها..ولكني استمريت في تقديم المساعدة ..
تناقضات الموقف
السوري فريد حسن يعيش في ألمانيا منذ بداية الصراع في سوريا وزوجتة المانية من اصل سوري، وقدم كفالة لصالح أبويه وإخوانه الاثنين الذين قدموا إلى ألمانيا. “تعبت، لم أعد أقدر على تحمل هذه المتاعب”، يقول الرجل البالغ من العمر 53 عاما ويُخرج إشعارات المدينة المطالبة بدفع 85.000 يورو من جيبه. “لا أقدر على دفع هذا المبلغ، من أين سآتي بالمال؟”، يسأل حسن في حيرة…انها فواتير الكفالة لابي وامي واخوتي ، كل شيء يحدث لهم يجب ان ادفع لان زوجتي هي الكفيلة
في سوريا درس حسن الأدب الانجليزي والموسيقى، وهنا في ألمانيا هو يعمل في متجر لمستلزمات المنزل ويحصل على راتب بألفين يورو يدفع منها 800 يورو للإيجار، ويبقى له 1.200 يورو للعائلة المكونة من أربعة أفراد زائد الأقارب. “أشعر بالمرارة عندما أكون مجبرا عند شراء أشياء صغيرة للقول لأطفالي بأنني لا أقدر على اقتناء ذلك أو لأن العم يحتاج إلى بعض المال. كيف يمكن لأطفالي أن يفهموا هذا الشيء؟”
ويقول حسن بأن الكثير من العائلات التي قدمت كفالات انهارت بسبب هذا الوضع. وهو يكافح لتجاوز هذه المحنة، وقابل عدة جهات، بل سبق وأن التقى شخصيا بوزير الداخلية في ولاية رينانيا الشمالية ووستفاليا رالف ييغر الذي وعده بأنه سيحاول بذل كل الجهود لمساعدته. وحسن غاضب ويقول:” لو أني تركت عائلتي تأتي إلي بمساعدة مهربين لما حصل هذا الشيء. لكن بما أنني غبي واتبعت الطريق الرسمي، فيجب علي الآن الدفع”.