المركز السويدي للمعلومات
لدعم الهجرة واللجوء في اوروبا والسويد

أحد الناجين من كارثة “المانش” يتهم السلطات البريطانية بتجاهل نداءات الاستغاثة قبيل غرق الزورق

“اتصلنا بخفر السواحل الفرنسي، قالوا لنا إننا في المياه البريطانية ولا يمكنهم مساعدتنا. اتصلنا بخفر السواحل البريطاني قالوا لنا إنه علينا الاتصال بالفرنسيين… ما حدث هو جريمة وليست قدر الله أو إرادة الله. إنها جريمة ارتكبها البلدان”. ما سبق كان جزءا من شهادة أحد الناجين من حادثة غرق زورق المهاجرين في المانش قبل أيام. وفقا للشهادة، فقد غرق الزورق في المياه البريطانية، والسلطات المختصة لم تستجب لنداءات الاستغاثة.




شهادة مقلقة نقلتها إحدى القنوات الإخبارية الكردية عن أحد الناجين من حادثة غرق زورق المهاجرين في المانش في 25 من الشهر الجاري. المهاجر ذكر أن خفر السواحل البريطاني “تجاهل” نداءات الاستغاثة التي أطلقها الركاب، قبيل غرق الزورق.




قناة “رووداو” الإخبارية الكردية نقلت عن أحد الناجين، وهو محمد شيخة أحمد (21 عاما)، أنه على الرغم من نداءات الاستغاثة المتكررة، إلا أن السلطات الفرنسية والبريطانية لم تستجب.




ومنذ وقوع الفاجعة التي أودت بحياة 27 مهاجرا في المانش، بينهم قاصرين وامرأة حامل، تتبادل كل من باريس ولندن المسؤولية حوله. ومنذ ذلك الوقت، تفاقم الصراع بين الجارتين الأوروبيتين حتى وصل إلى سحب باريس دعوة لوزيرة الداخلية البريطانية بريتي باتيل، لحضور اجتماع “أوروبي” عقد في كاليه الأحد الماضي لمناقشة سبل مكافحة شبكات الإتجار بالبشر.




وبالعودة إلى شهادة المهاجر الشاب، بعد أن بدأت المياه بالتسرب للزورق، “اتصلنا بخفر السواحل الفرنسي. قلنا لهم إن المحرك قد توقف عن العمل. أرسلنا لهم موقعنا، قالوا إنهم لا يستطيعون مساعدتنا لأننا كنا في المياه البريطانية…”. ويتابع “اتصلنا بالبريطانيين لكنهم قالوا إن علينا التواصل مع الفرنسيين”.




وبحسب وسائل إعلامية نقلت شهادة والد أحد الشبان الناجين، يقول إنه كان على تواصل مع ابنه “عبر تطبيق ماسينجر (فيسبوك)”، وكان يتابع تقدم القارب عبر نظام تحديد المواقع. يؤكد الرجل أن الزورق وصل المياه البريطانية، “لقد غرقوا ضمن المياه البريطانية، والأمواج دفعت الجثث إلى السواحل الفرنسية”.




من جهتها، نفت الخارجية البريطانية ما ورد على قناة رووداو الإخبارية، ووصفتها بأنها “ادعاءات خاطئة تماما”.

باتريك دينهام، مدير الاتصالات بالخارجية، صرح بأن “الحادث وقع في المياه الفرنسية. وبمجرد أن أبلغتنا السلطات الفرنسية التي كانت تنسق عملية الإنقاذ، أرسلنا مروحية لدعمهم في مهمتهم”.

أما محمد فأصر على روايته، مؤكدا “كان على بريطانيا أن تنقذنا لأننا غرقنا في الجانب الإنكليزي. لم يفعلوا شيئا من أجلنا”.




وأورد الشاب المزيد من التفاصيل حول لحظة غرق الزورق، “كان الركاب يتساقطون في الماء، الجميع كان يحاول الإمساك بالزورق… بعد ساعات وبسبب الإرهاق ترك المهاجرون الزورق”. ويضيف “رأيت الموت بعيني. ما حدث هو جريمة وليست قدر الله أو إرادة الله. إنها جريمة ارتكبها البلدان”.